أشك أن تكون (نانسي عجرم) عنت (باريس هيلتون) في أغنيتها:

شخبط شخابيط..

لخبط لخابيط..

مسك الألوان.. ورسم ع الحيط..

بعد أن منعت النجمة الأمريكية (باريس هيلتون) من دخول فندق فخم في موسكو وتغريمها 9 آلاف دولار لإقدامها على كتابة اسمها باللون الأسود على حائط غرفتها وتصويرها أمامه..!!

فما الذي دفع النجمة الأمريكية للإقدام على هذا التصرف وذلك السلوك..؟؟!

***

الكتابة على الجدران في العصور القديمة تعتبر من مظاهر الحضارة ونمو الأمة مثل (النقوش الفرعونية)... ويعتبر (الفن الغرافيتي) فن الكتابة والرسم على الجدران فناً شائعاً في الغرب.. ولكن ليس كل حائط أو جدار للفرد أو الفنان حرية الكتابة عليه..!!

وما كل عبارة تعبر في ذهن الإنسان مناسبة لكتابتها على الجدران.. حيث يرى كتابات مناهضة للعدوان الصهيوني ومنددة به.. ورسومات تعبر عن الواقع الذي تعيشه المنطقة.. فالصحف لن تشبع نهم المعذب.. والمطحون.. ولا الكتب.. أو المجلات.. والبروشورات حيث إن الجدر يمر بها كل فرد.. ولأي دين أو مذهب ينتمي إليه؛ ومطالعته لما كتب عليها أسرع وقعاً وأثراً ونتيجة من تلك المطبوعات أو الأصوات الأخرى التي لا تظهر للقمع صوتاً بقوة صوت الجدران الناطقة بالدم القاني.

***

لا ننفي العشوائية.. والفوضوية الممارسة.. من قبل الشباب والأطفال في كتابتهم على الجدران بجانب تشويهها للمباني.. والمنشآت.. والحدائق.. حيث إن الكتابات الجدارية فن يخصص له منطقة معينة وجدر محددة؛ فلا الحرية متروكة للعبث والكتابة العشوائية لكل من شاء وأراد...!!

وفي كتاب ستيف جرودي المصور (كتابات جدران لوس أنجلوس) ورد فيه (إذا أردت أن تعرف ما يحدث في المدينة انظر للكتابات على الجدران تنبئك بمستوى المهارة.. والمشكلات الاجتماعية الموجودة.. وبحال الشباب).

ويصح أن تقال هذه العبارة عن كتابات جدران فلسطين المحتلة.. وقد قرأت عن الجمال والثقافة الموجودة على الجدران الداخلية لمنتدى الفينيق في (عمّان) الأردن.. وما يسجله الزوار من أدباء ومثقفين بعد كل أمسية تقام أو محاضرة وندوة.. وقد خصص الجدار لهذا الهدف؛ للكتابة عليه والتسجيل والتوقيع مثله مثل التسجيل والتوقيع المعمول به في الدفاتر والسجلات الورقية.

إذا فالكتابة الجدارية والتي نراها شخبطة صبيانية طائشة.. ومجنونة بالإمكان معالجتها وغربلتها بطريقة تحفظ للمدن جمالها وللغرف والشقق والمباني أيضاً.. فلا (المشخبط) يناله الكبت.. ولا المدن ينتهك جمالها وتخدش نظافتها.. فيترتب على ذلك عقاب صارم على سجية العقاب الذي تلقته النجمة الأمريكية (باريس هيلتون).