من المهم جداً أن تستمع لأصوات الآخرين..
إن ذلك حري بأن تدرك أنك لست الوحيد على وجه الأرض، وأن ثمة من يشاركك الحياة وقد يختلف معك في وجهة نظرك..
هذا أدعى لأن تعيد النظر في أفكارك ومدى حماسك لها؛ فمثلما أنت متحمس لما تؤمن به، ثمة من يجاورك وهو يمتلك ذات الدرجة من الحماسة لأفكاره!
** تحت هذه المظلة يكرر الحوار الوطني معركته للمرة السابعة، إنها معركة اتصال وتواصل وورشة عمل كبرى لتعليم الناس كيف يستمعون لوجهات نظر شديدة الاختلاف مع أفكارهم، ويقبلونها ويبقون على هدوئهم واتزانهم ويحتفظون بمقاعدهم دون أن يسجلوا تحفظاً أو انسحاباً أو خلافه من بعض الغضبات الهوجائية التي كانت تحدث في منابر ثقافية وغيرها!
** إن حجم الجرأة في طرح وجهات النظر في الحوار الوطني يفرض احتراماً باهظاً يزداد مع كل دورة جديدة.. حتى لو كرر المشاركون والمشاركات مطالبهم بأن تنفذ توصياتهم..
الحقيقة أنني كواحدة من اللائي سبق أن شاركن في إحدى دورات الحوار الوطني ومن الذين ساهموا بعمليات العصف الذهني والمداولات والآراء ومن ثم كتابة توصيات أعلنت في ختام المؤتمر.. أسترجع ذلك الجهد، وأنظر ملياً لما قبل ولما بعد..
الحقيقة.. أن تداول وجهات النظر المتباينة والمختلفة والمتناقضة.. كفيل بأن يحدث تعديلاً منهجياً في تفكير المجتمع ويهيئه لقبول مراحل جديدة من التطور في كافة اتجاهات الحياة..
** إن مجرد قبولنا لبعضنا على الرغم من الاختلافات هو مكسب لا شك؛ فالمناقشات التي تتم من أعلى الطاولة وتحت الشمس وعلى مرأى ومسمع من المشاهدين والمشاهدات في منازلهم وفي أعمالهم عبر بث جلسات الحوار الوطني على الهواء مباشرة في التلفزيون السعودي.. كل هذا يؤكد أن الحوار الوطني هو ورشة عمل كبرى تدرب المجتمع بكافة أطيافه وشرائحه وفي كافة مواقعه على فن الاتصال والحوار والإنصات لأصوات الآخرين مهما كانت مختلفة ونشازاً ومتناقضة ومتباينة..
إنها تجربة ذكية، وتدريب متقن، ساهم بإنفاذ التوصيات بطرق ووسائل غير مباشرة.. وفي مراحل متتالية!
هكذا أرى.. وقد يختلف معي كثيرون.. وقد يتفق.
fatemh2007@hotmail.com