بمناسبة يوم اليتيم العربي الذي يصادف اليوم السبت الموافق 20-4- 1429هـ ومناسبة اعتماد وزارة الشؤون الاجتماعية لمبلغ 35 مليون ريال لتنفيذ مشروع القرية الاجتماعية بمنطقة القصيم، يسرنا في (الجزيرة) أن نلتقي بسعادة مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة القصيم الدكتور فهد بن محمد المطلق، ليكون الحديث عن رعاية الأيتام والاهتمام بهم في منطقة القصيم... فإلى اللقاء:
* بداية هل لكم أن تتحدثوا عن أوجه رعاية الأيتام في المملكة؟
- إذا ما نظرنا لمنهجية رعاية الأيتام في المملكة، نجد أنها تمتزج فيها عوامل كثيرة بدءاً من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي يحث على رعاية اليتيم، ورتّب على رعايته والعناية به الأجر العظيم، ومروراً بالقيم الإنسانية التي تربط مجتمعنا السعودي ببعضه البعض وتميزه بهذه الميزة الحميدة.
وإذا ما نظرنا لأوجه الرعاية التي تقدم للأيتام نجد أنها تشمل كافة نواحي الحياة سواءً الرعاية الاجتماعية، النفسية، الصحية، التعليمية، أو حتى الترفيهية. وتسخر لها كافة الإمكانات بهدف توفير بيئة اجتماعية تربوية سليمة تسهم في بناء الفرد ليكون عضواً فاعلاً يسهم في بناء مجتمعه.
* كيف بدأت الرعاية المؤسسية للأيتام في المملكة؟
- حقيقةً فإن رعاية الأيتام قديمة قدم هذه الدولة - أيدها الله -، وهذا الدعم متواصل ومستمر منذ أن تأسست هذه الدولة على يد المغفور له - بإذن الله تعالى - الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - عندما أُنشئت أول دار لرعاية الأيتام في المدينة المنورة سنة (1352هـ)، فكانت بحمد الله النواة الأولى للرعاية المؤسسية للأيتام، وسار على نهج المؤسس أبناؤه البررة من بعده حتى عهدنا الزاهر في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - الذي يولي رعاه الله اهتماماً خاصاً بالأيتام حيث يبلغ حالياً عدد الدور الاجتماعية في المملكة (12) داراً منها (9) دور للبنين و(3) دور تربية اجتماعية للبنات بالإضافة إلى (4) دور للحضانة الاجتماعية موزعة على مناطق المملكة تعمل جميعها على تقديم الرعاية وتوفير بيئة تربوية صالحة للأيتام على مختلف مراحلهم العمرية.
* ماذا عن أيتام منطقة القصيم؟
- أيتام منطقة القصيم - بحمد الله - يلقون كل الدعم أسوة بأخوتهم في مختلف مناطق المملكة، وفي منطقة القصيم توجد مؤسستان تابعتان لوزارة الشؤون الاجتماعية، أحدهما دار الحضانة الاجتماعية بالرس، والأخرى دار التربية الاجتماعية للبنين ببريدة، وهاتان المؤسستان - بحمد الله - على مستوى متميز من جودة الأداء بشهادة الجميع. ويحظى أبناؤنا الأيتام في المنطقة بمتابعة واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير المنطقة، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود - حفظهما الله - اللذين يحرصان على متابعة أبنائنا الأيتام ومشاركتهم في مناسبات الأعياد وتفقد حوائجهم والتأكيد على توفير كافة متطلباتهم.
وعلى المستوى التربوي ولله الحمد يتمتع أبناؤنا الأيتام بمستوى عال من الأخلاق الحميدة، وتفوق دراسي جاء بفضل الله ثم بمتابعة القائمين على شؤونهم والعاملين والعاملات معهم. بالإضافة للبرامج الاجتماعية الفاعلة التي تنفذها الجمعيات الخيرية في المنطقة مثل برنامج الترفيه والمتابعة الذي تقدمه جمعية البر الخيرية ببريدة والبرنامج المماثل الذي تقدمه جمعية البر الخيرية بعنيزة وجمعية البر الخيرية بالرس، وهي برامج جيده وتخدم الأيتام دراسياً وتربوياً.
* بمناسبة الحديث عن الأيتام في المنطقة، هل لكم أن تعطونا نبذه عن القرية الاجتماعية للأطفال الأيتام المزمع إنشاؤها في منطقة القصيم؟
- تعمل الشؤون الاجتماعية في المنطقة على اتباع أفضل الأساليب التربوية في عملية التنشئة الاجتماعية ودمج الأبناء الأيتام في مجتمعهم بطريقة سلسة وتلقائية.
وقد رصدت وزارة الشؤون الاجتماعية مبلغ 35 مليون ريال لتنفيذ مشروع القرية الاجتماعية للأطفال الأيتام، وهذا المشروع يعتبر نقلةً نوعية في أسلوب الخدمات المقدمة للأيتام، حيث سيتم بناء وتجهيز وحدات سكنية تتسع الواحدة لخمسة أو ستة أطفال مع حاضنتهم في أحد الأحياء السكنية التي تتوفر فيها كل الخدمات اللازمة، على أن تقدم لهم في هذه القرية بيئة مشابهة على حد كبير للبيئة الطبيعية للأسرة السعودية.
* وهل تم تحديد المنطقة التي ستحتضن المشروع؟
- المشروع سيتم تنفيذه بمشيئة الله في مدينة بريدة، ولكن لم يتم تحديد الموقع المحدد، ونحن على ثقة أن المشروع سيلقى عناية واهتمام سعادة أمين منطقة القصيم المهندس أحمد السلطان الذي عودنا على تقديم كل الدعم للبرامج والمشاريع ذات النفع العام بخاصة ما يتعلق بالأيتام، وبإذن الله يتم اختيار الموقع الذي يتناسب مع طبيعة المشروع.
* ما هو الجديد في مجال البرامج المخصصة للأيتام والأسلوب الذي تنتهجه الشؤون الاجتماعية في التعامل معهم؟
- من هذه البرامج استخدام نظام الوحدات السكنية الصغيرة، وهي عبارة عن حث الأبناء على الاستقلال عن الرعاية المؤسسية بطريقة تدريجية من خلال إيجاد البدائل المناسبة عن طريق التوزيع الجزئي للأبناء الأيتام، وحالياً لدينا تجارب ناجحة في المنطقة، حيث توجد أربعة مقار سكنية موزعة على أحياء مدينة بريدة، تشرف عليها دار التربية الاجتماعية، وهذه سياسة تنتهجها وزارة الشؤون الاجتماعية من حيث الابتعاد قدر الإمكان عن تجمع الأبناء بأعداد كبيرة داخل المؤسسات الإيوائية مما يحد من روح التفاعل بالشكل المطلوب ويعمل على جعل الأبناء الأيتام داخل هذه المؤسسات يفتقدون للمهارة اللازمة لتكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين, وهذا ما توصلت له الشؤون الاجتماعية من خلال هذه التجارب الرائدة التي تؤتي نتائج طيبة ولله الحمد.
* ماذا عن خدمات المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام وتواجدها في المنطقة؟
- تحظى المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام باهتمام ولاة الأمر - حفظهم الله - وما استثناؤها من حكم المادة (23) من لائحة الجمعيات والمؤسسات بحيث تستفيد المؤسسة من الإعانات التي تقدمها الوزارة للجمعيات الخيرية إلا برهان ناصع على الاهتمام الذي يلقاه أبناءنا الأيتام من لدن حكومتنا الرشيدة - أيدها الله -. وقريباً سيتم افتتاح فرع للمؤسسة في منطقة القصيم، وسوف تنتقل عملية الإشراف والمتابعة للأيتام ممن انتهت خدماتهم داخل الدار للمؤسسة الخيرية حيث تم مؤخراً توقيع اتفاقية بهذا الخصوص.
* الاحتضان هو أحد البرامج المهمة لدمج الأطفال الأيتام وتوفير بيئة أسرية طبيعية، كيف تقيمون هذا البرنامج؟
- بطبيعة الحال فإن المؤسسات الإيوائية مهما بلغت من الكمال فإنها لا تصل إلى البيئة الأسرية التي هي المحضن الطبيعي التي يتلقى فيها الطفل تنشئته الأسرية الطبيعية، وبالتالي يأتي برنامج الاحتضان كبديل طبيعي لفقد الأسرة، ولهذا عملت وزارة الشؤون الاجتماعية على دعم هذا البرنامج بكل الإمكانات المتاحة، بهدف تشجيع الأسر على احتضان الأيتام تحقيقاً لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي حث عليه ديننا الحنيف، وتوفر الوزارة الدعم المادي من خلال زيادة الإعانة المادية للأسر الحاضنة بهدف تشجيع الأسر على الاحتضان حيث تم مؤخراً زيادة إعانة الاحتضان لتصبح 2000 ريال شهريا للأسرة التي تكفل أيتام دون سن الدراسة وتصل إلى 3000 ريال في حال وصول الطفل لمرحلة الدراسة وعند انتهاء فترة الحضانة يصرف مبلغ (20000) ريال عبارة عن هدية رمزية للأسرة الحاضنة لقاء قيامها بحسن رعاية الطفل؛ ويهدف هذا الدعم المادي إلى التخفيف عن الأسر التي ترعى هؤلاء الأطفال من خلال الدعم المالي الشهري، كما تم رفع معونة الزواج بواقع الضعف لتصل إلى 60000 ريال لمساعدة اليتيم واليتيمة على تحمل تكاليف الزواج وبداية الحياة الزوجية.
* يتردد كثيراً مصطلح (الأسر الصديقة)، ماذا يقصد بهذا المصطلح؟
- برنامج الأسر الصديقة هو أحد البرامج التي تم استحداثها بهدف زيادة التفاعل بين المؤسسات الاجتماعية والبيئة المحيطة من خلال تكوين علاقات صداقة بين الأيتام وبين الأسر من خلال الزيارات والاستضافة الأسبوعية وأثناء الإجازات المدرسية، ويهدف إلى تعويد الأطفال على العادات السائدة في المجتمع من خلال الاطلاع والتفاعل المباشر مع أفراد الأسرة الصديقة، وهذا البرنامج ولله الحمد يؤتي ثمار طيبة ولدينا قائمة جيدة من الأسر الصديقة في المنطقة وتتفاعل مع الأبناء بشكل ممتاز ولله الحمد.
* ما هي المساعدات المالية التي تقدمها الشؤون الاجتماعية للأيتام؟
- تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بتقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي، حيث تقدم لأبنائها الأيتام فيفيما يتم تكريم صحيفة (الجزيرة) والرعاة.. اليوم:
أمير القصيم يستقبل مجموعة من أيتام الدور الاجتماعية
يتشرف عدد من مسؤولي الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية بمنطقة القصيم وعلى رأسهم المدير العام الدكتور فهد بن محمد المطلق ومجموعة من أبناء دار التربية الاجتماعية للبنين ببريدة ودار الحضانة الاجتماعية بالرس بالإضافة إلى عدد من أبناء شهداء الواجب بالسلام على صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم خلال زيارة سموه في مكتبه بمقر ديوان الإمارة بمدينة بريدة ظهر اليوم السبت وذلك بمناسبة اليوم العربي لليتيم بحضور سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز ويتفضل سموه بتكريم رعاة هذه المناسبة وهم: الراعي الرسمي مؤسسة محمد بن علي السويلم الخيرية والراعي الإعلامي الحصري جريدة (الجزيرة) ومجموعة أحفاد العقيلات (راعي فعالية).
فيصل بن بندر بن عبدالعزيز *
ولاة الأمر بذلوا الغالي والنفيس للارتقاء بالخدمات الاجتماعية المقدمة لأبنائنا الأيتام
الحمد
لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
تشهد هذه البلاد الطاهرة بفضل من الله تعالى نهضة شاملة في مختلف ميادين الحياة، الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية، وقد تركزت الخطط التنموية في مختلف مراحلها على الإنسان السعودي ليكون قادراً على العطاء والتعامل مع معطيات الحضارة وفق ثوابت أصيلة في عقيدته ومنهجه، بحيث يمكنه الاستفادة مما حباه الله من نعمة العلم ومن مظاهر التقدم دون التأثر بظروف معينة قد تطرأ على حياته كاليتم.
إن حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك الإنسانية وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز (سلطان الخير) بذلت الكثير والكثير من الجهد والمال في سبيل الارتقاء بمستوى الخدمات الاجتماعية المقدمة في بلادنا الغالية حتى أصبحت بفضل الله تعالى ثم بفضل الجهود المخلصة والنوايا الطيبة ولله الحمد مثالاً يحتذى بتقديم الخدمات الإنسانية في بلدان العالم المتقدمة لجميع قاطنيها, بل وتفوقت على معظمها في انتشار وشمولية أعمالها الإنسانية في سائر أنحاء العالم. وبرؤية ثاقبة ورأي سديد بذل ولاة الأمر في بلادنا - حفظهم الله - كل غال ونفيس للارتقاء بالخدمات الاجتماعية المقدمة لأبنائنا الأيتام انطلاقاً من قول الله تعالى: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ)، (النساء 36). فكان أن هيئت حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- كل الإمكانات والخدمات التي تليق بهذه الفئة الغالية على قلوبنا، ويأتي يوم اليتيم العربي لهذا العام متزامناً مع اعتماد وزارة الشؤون الاجتماعية لمبلغ 35 مليون ريال لتنفيذ مشروع القرية الاجتماعية للأيتام بمنطقة القصيم الذي سيكون بمشيئة الله تعالى أنموذجاً لما توليه هذه البلاد الطاهرة لفئة الأيتام الغالية علينا جميعاً.
وأجدها مناسبة لأهنئ جميع العاملين مع أبنائنا الأيتام في هذا الميدان وبخاصة معالي وزير الشؤون الاجتماعية والعاملين في الوزارة وفي الفروع الإيوائية التابعة لها، وكذلك العاملين في هذا الميدان من منسوبي الجمعيات الخيرية التي ترعى الأيتام على حسن رعايتهم مذكراً بفضل هذا العمل وأهميته مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما).
* أمير منطقة القصيم
نورة بنت محمد *
يوم الطفل اليتيم
قال
تعالى {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما)
فاليتيم باللغة العربية كما هو متعارف عليه هو من فقد أحد أبويه، ولكن اليتيم حقا ليس من فقد أباه وأمه كما وضحه الشارع إنما هناك مئات بل أبالغ لو قلت الآلاف ممن يشعرون ويعيشون معنى هذا معنويا ونفسيا.
والله إنه لشعور صعب قاس أن يبعث الفرد في أسرة كبيرة بينهم أخوة وأخوات وأب وأم ولا يجد فيهم ولا بينهم من يسمعه ويحمل عنه همومه وينصحه ويغدق عليه من حنانه وعطفه.
فإلى كل أب وأم وكل مسؤول اتقوا الله في أبنائكم وبناتكم فأنتم ستقفون أمام الله سبحانه وتعالى وسيسأل كل عن أعماله؟
إن هذا اليوم تم تخصيصه للأطفال الأيتام الذين هم في حاجة إلى التعويض النفسي للأبوة والأمومة، وهناك الملايين يعيشون في الشوارع ويحتاجون الرعاية لأنهم لا يجدون من يراعيهم أو يعلمهم ويوجههم.
فيجب علينا أن نحدد من هو الطفل الذي يحتاج للرعاية والمساعدة والاهتمام حتى نضمن لهم مستقبلاً مضيئاً خالياً من الإجرام والانحراف فالله سبحانه وتعالى حث في كتابة الكريم على رعاية اليتيم وأورد الكثير من الآيات، كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكثير من الأحاديث أجر المسلم في ذلك. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه)
وقال تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ }11 {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} (11-17)
* حرم أمير منطقة القصيم
أحفاد العقيلات يجوبون بريدة لأجل اليتيم
من ضمن فعاليات اليوم العربي لليتيم ولربط المناسبات الاجتماعية بالتراث القديم والحياة الاجتماعية بالماضي فسوف تنطلق مسيرة لمجموعة أحفاد العقيلات بقيادة المشرف العام على المجموعة الأستاذ بدر بن صالح الوهيبي وبمشاركة الأبناء الأيتام من دار التربية ببريدة وستنطلق عصر هذا اليوم السبت من موقع منتزه البلدية (غرب مبنى الخدمات) حيث تجوب المسيرة عددا من طرقات وشوارع مدينة بريدة الرئيسية حتى تصل النهاية بمقر دار التربية الاجتماعية بحي الصفراء حيث سيكون هناك احتفال بهذه المناسبة.
في لقاء صحفي ل(الجزيرة) مع د. فهد المطلق:
وزارة الشؤون الاجتماعية رصدت مبلغ 35 مليون ريال لتنفيذ مشروع القرية الاجتماعية للأطفال الأيتام ببريدة
بمناسبة يوم اليتيم العربي الذي يصادف اليوم السبت الموافق 20-4- 1429هـ ومناسبة اعتماد وزارة الشؤون الاجتماعية لمبلغ 35 مليون ريال لتنفيذ مشروع القرية الاجتماعية بمنطقة القصيم، يسرنا في (الجزيرة) أن نلتقي بسعادة مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة القصيم الدكتور فهد بن محمد المطلق، ليكون الحديث عن رعاية الأيتام والاهتمام بهم في منطقة القصيم... فإلى اللقاء:
* بداية هل لكم أن تتحدثوا عن أوجه رعاية الأيتام في المملكة؟
- إذا ما نظرنا لمنهجية رعاية الأيتام في المملكة، نجد أنها تمتزج فيها عوامل كثيرة بدءاً من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف الذي يحث على رعاية اليتيم، ورتّب على رعايته والعناية به الأجر العظيم، ومروراً بالقيم الإنسانية التي تربط مجتمعنا السعودي ببعضه البعض وتميزه بهذه الميزة الحميدة.
وإذا ما نظرنا لأوجه الرعاية التي تقدم للأيتام نجد أنها تشمل كافة نواحي الحياة سواءً الرعاية الاجتماعية، النفسية، الصحية، التعليمية، أو حتى الترفيهية. وتسخر لها كافة الإمكانات بهدف توفير بيئة اجتماعية تربوية سليمة تسهم في بناء الفرد ليكون عضواً فاعلاً يسهم في بناء مجتمعه.
* كيف بدأت الرعاية المؤسسية للأيتام في المملكة؟
- حقيقةً فإن رعاية الأيتام قديمة قدم هذه الدولة - أيدها الله -، وهذا الدعم متواصل ومستمر منذ أن تأسست هذه الدولة على يد المغفور له - بإذن الله تعالى - الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - عندما أُنشئت أول دار لرعاية الأيتام في المدينة المنورة سنة (1352هـ)، فكانت بحمد الله النواة الأولى للرعاية المؤسسية للأيتام، وسار على نهج المؤسس أبناؤه البررة من بعده حتى عهدنا الزاهر في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - الذي يولي رعاه الله اهتماماً خاصاً بالأيتام حيث يبلغ حالياً عدد الدور الاجتماعية في المملكة (12) داراً منها (9) دور للبنين و(3) دور تربية اجتماعية للبنات بالإضافة إلى (4) دور للحضانة الاجتماعية موزعة على مناطق المملكة تعمل جميعها على تقديم الرعاية وتوفير بيئة تربوية صالحة للأيتام على مختلف مراحلهم العمرية.
* ماذا عن أيتام منطقة القصيم؟
- أيتام منطقة القصيم - بحمد الله - يلقون كل الدعم أسوة بأخوتهم في مختلف مناطق المملكة، وفي منطقة القصيم توجد مؤسستان تابعتان لوزارة الشؤون الاجتماعية، أحدهما دار الحضانة الاجتماعية بالرس، والأخرى دار التربية الاجتماعية للبنين ببريدة، وهاتان المؤسستان - بحمد الله - على مستوى متميز من جودة الأداء بشهادة الجميع. ويحظى أبناؤنا الأيتام في المنطقة بمتابعة واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير المنطقة، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود - حفظهما الله - اللذين يحرصان على متابعة أبنائنا الأيتام ومشاركتهم في مناسبات الأعياد وتفقد حوائجهم والتأكيد على توفير كافة متطلباتهم.
وعلى المستوى التربوي ولله الحمد يتمتع أبناؤنا الأيتام بمستوى عال من الأخلاق الحميدة، وتفوق دراسي جاء بفضل الله ثم بمتابعة القائمين على شؤونهم والعاملين والعاملات معهم. بالإضافة للبرامج الاجتماعية الفاعلة التي تنفذها الجمعيات الخيرية في المنطقة مثل برنامج الترفيه والمتابعة الذي تقدمه جمعية البر الخيرية ببريدة والبرنامج المماثل الذي تقدمه جمعية البر الخيرية بعنيزة وجمعية البر الخيرية بالرس، وهي برامج جيده وتخدم الأيتام دراسياً وتربوياً.
* بمناسبة الحديث عن الأيتام في المنطقة، هل لكم أن تعطونا نبذه عن القرية الاجتماعية للأطفال الأيتام المزمع إنشاؤها في منطقة القصيم؟
- تعمل الشؤون الاجتماعية في المنطقة على اتباع أفضل الأساليب التربوية في عملية التنشئة الاجتماعية ودمج الأبناء الأيتام في مجتمعهم بطريقة سلسة وتلقائية.
وقد رصدت وزارة الشؤون الاجتماعية مبلغ 35 مليون ريال لتنفيذ مشروع القرية الاجتماعية للأطفال الأيتام، وهذا المشروع يعتبر نقلةً نوعية في أسلوب الخدمات المقدمة للأيتام، حيث سيتم بناء وتجهيز وحدات سكنية تتسع الواحدة لخمسة أو ستة أطفال مع حاضنتهم في أحد الأحياء السكنية التي تتوفر فيها كل الخدمات اللازمة، على أن تقدم لهم في هذه القرية بيئة مشابهة على حد كبير للبيئة الطبيعية للأسرة السعودية.
* وهل تم تحديد المنطقة التي ستحتضن المشروع؟
- المشروع سيتم تنفيذه بمشيئة الله في مدينة بريدة، ولكن لم يتم تحديد الموقع المحدد، ونحن على ثقة أن المشروع سيلقى عناية واهتمام سعادة أمين منطقة القصيم المهندس أحمد السلطان الذي عودنا على تقديم كل الدعم للبرامج والمشاريع ذات النفع العام بخاصة ما يتعلق بالأيتام، وبإذن الله يتم اختيار الموقع الذي يتناسب مع طبيعة المشروع.
* ما هو الجديد في مجال البرامج المخصصة للأيتام والأسلوب الذي تنتهجه الشؤون الاجتماعية في التعامل معهم؟
- من هذه البرامج استخدام نظام الوحدات السكنية الصغيرة، وهي عبارة عن حث الأبناء على الاستقلال عن الرعاية المؤسسية بطريقة تدريجية من خلال إيجاد البدائل المناسبة عن طريق التوزيع الجزئي للأبناء الأيتام، وحالياً لدينا تجارب ناجحة في المنطقة، حيث توجد أربعة مقار سكنية موزعة على أحياء مدينة بريدة، تشرف عليها دار التربية الاجتماعية، وهذه سياسة تنتهجها وزارة الشؤون الاجتماعية من حيث الابتعاد قدر الإمكان عن تجمع الأبناء بأعداد كبيرة داخل المؤسسات الإيوائية مما يحد من روح التفاعل بالشكل المطلوب ويعمل على جعل الأبناء الأيتام داخل هذه المؤسسات يفتقدون للمهارة اللازمة لتكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين, وهذا ما توصلت له الشؤون الاجتماعية من خلال هذه التجارب الرائدة التي تؤتي نتائج طيبة ولله الحمد.
* ماذا عن خدمات المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام وتواجدها في المنطقة؟
- تحظى المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام باهتمام ولاة الأمر - حفظهم الله - وما استثناؤها من حكم المادة (23) من لائحة الجمعيات والمؤسسات بحيث تستفيد المؤسسة من الإعانات التي تقدمها الوزارة للجمعيات الخيرية إلا برهان ناصع على الاهتمام الذي يلقاه أبناءنا الأيتام من لدن حكومتنا الرشيدة - أيدها الله -. وقريباً سيتم افتتاح فرع للمؤسسة في منطقة القصيم، وسوف تنتقل عملية الإشراف والمتابعة للأيتام ممن انتهت خدماتهم داخل الدار للمؤسسة الخيرية حيث تم مؤخراً توقيع اتفاقية بهذا الخصوص.
* الاحتضان هو أحد البرامج المهمة لدمج الأطفال الأيتام وتوفير بيئة أسرية طبيعية، كيف تقيمون هذا البرنامج؟
- بطبيعة الحال فإن المؤسسات الإيوائية مهما بلغت من الكمال فإنها لا تصل إلى البيئة الأسرية التي هي المحضن الطبيعي التي يتلقى فيها الطفل تنشئته الأسرية الطبيعية، وبالتالي يأتي برنامج الاحتضان كبديل طبيعي لفقد الأسرة، ولهذا عملت وزارة الشؤون الاجتماعية على دعم هذا البرنامج بكل الإمكانات المتاحة، بهدف تشجيع الأسر على احتضان الأيتام تحقيقاً لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي حث عليه ديننا الحنيف، وتوفر الوزارة الدعم المادي من خلال زيادة الإعانة المادية للأسر الحاضنة بهدف تشجيع الأسر على الاحتضان حيث تم مؤخراً زيادة إعانة الاحتضان لتصبح 2000 ريال شهريا للأسرة التي تكفل أيتام دون سن الدراسة وتصل إلى 3000 ريال في حال وصول الطفل لمرحلة الدراسة وعند انتهاء فترة الحضانة يصرف مبلغ (20000) ريال عبارة عن هدية رمزية للأسرة الحاضنة لقاء قيامها بحسن رعاية الطفل؛ ويهدف هذا الدعم المادي إلى التخفيف عن الأسر التي ترعى هؤلاء الأطفال من خلال الدعم المالي الشهري، كما تم رفع معونة الزواج بواقع الضعف لتصل إلى 60000 ريال لمساعدة اليتيم واليتيمة على تحمل تكاليف الزواج وبداية الحياة الزوجية.
* يتردد كثيراً مصطلح (الأسر الصديقة)، ماذا يقصد بهذا المصطلح؟
- برنامج الأسر الصديقة هو أحد البرامج التي تم استحداثها بهدف زيادة التفاعل بين المؤسسات الاجتماعية والبيئة المحيطة من خلال تكوين علاقات صداقة بين الأيتام وبين الأسر من خلال الزيارات والاستضافة الأسبوعية وأثناء الإجازات المدرسية، ويهدف إلى تعويد الأطفال على العادات السائدة في المجتمع من خلال الاطلاع والتفاعل المباشر مع أفراد الأسرة الصديقة، وهذا البرنامج ولله الحمد يؤتي ثمار طيبة ولدينا قائمة جيدة من الأسر الصديقة في المنطقة وتتفاعل مع الأبناء بشكل ممتاز ولله الحمد.
* ما هي المساعدات المالية التي تقدمها الشؤون الاجتماعية للأيتام؟
- تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بتقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي، حيث تقدم لأبنائها الأيتام في الفروع أنواع الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية والمتابعة الدراسية، وتوفر لهم الكسوة والإعاشة وتأمين المواصلات، إضافة للمكافآت المالية حيث يصرف للطلاب ممن هم دون سن التعليم داخل الفروع الإيوائية مبلغ (200) ريال شهرياً، ويصرف للطلاب في المرحلة الابتدائية مبلغ (500 ) ريال شهرياً، وطلاب المرحلة المتوسطة مبلغ (700) شهرياً، والمرحلة الثانوية مبلغ (900) ريال شهرياً، وطلاب المرحلة الجامعية أو ما يعادلها من المعاهد مبلغ (1200) ريال شهرياً.، بالإضافة لمساعدة الزواج التي تقدمها الوزارة بمبلغ (60000) لكل يتيم أو يتيمة يقدم على الزواج، ومعونة شراء سيارة بمبلغ (20000) ريال لمن يتم طي قيده من الأيتام بعد انتهاء رعاية الدور الإيوائية له.
* كلمة أخيرة في نهاية هذا اللقاء:
- أتقدم بهذه المناسبة بوافر التقدير والعرفان لمقام لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، على ما تلقاه الفئات التي ترعاها الوكالة من دعم واهتمام مستمر ومتواصل، وكذلك الشكر والتقدير البالغ للجهود المباركة التي يبذلها معالي وزير الشؤون الاجتماعية الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز العكاس، وسعادة وكيل الوزارة للرعاية والتنمية الاجتماعية الأستاذ عوض بن بنيه الردادي ومتابعتهما المستمرة لأحوال أبنائنا الأيتام في ظل توجيهات قيادتنا الحكيمة.
بلغ (200) ريال شهرياً، ويصرف للطلاب في المرحلة الابتدائية مبلغ (500 ) ريال شهرياً، وطلاب المرحلة المتوسطة مبلغ (700) شهرياً، والمرحلة الثانوية مبلغ (900) ريال شهرياً، وطلاب المرحلة الجامعية أو ما يعادلها من المعاهد مبلغ (1200) ريال شهرياً.، بالإضافة لمساعدة الزواج التي تقدمها الوزارة بمبلغ (60000) لكل يتيم أو يتيمة يقدم على الزواج، ومعونة شراء سيارة بمبلغ (20000) ريال لمن يتم طي قيده من الأيتام بعد انتهاء رعاية الدور الإيوائية له.
* كلمة أخيرة في نهاية هذا اللقاء:
- أتقدم بهذه المناسبة بوافر التقدير والعرفان لمقام لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، على ما تلقاه الفئات التي ترعاها الوكالة من دعم واهتمام مستمر ومتواصل، وكذلك الشكر والتقدير البالغ للجهود المباركة التي يبذلها معالي وزير الشؤون الاجتماعية الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز العكاس، وسعادة وكيل الوزارة للرعاية والتنمية الاجتماعية الأستاذ عوض بن بنيه الردادي ومتابعتهما المستمرة لأحوال أبنائنا الأيتام في ظل توجيهات قيادتنا الحكيمة.