الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
تشهد هذه البلاد الطاهرة بفضل من الله تعالى نهضة شاملة في مختلف ميادين الحياة، الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية، وقد تركزت الخطط التنموية في مختلف مراحلها على الإنسان السعودي ليكون قادراً على العطاء والتعامل مع معطيات الحضارة وفق ثوابت أصيلة في عقيدته ومنهجه، بحيث يمكنه الاستفادة مما حباه الله من نعمة العلم ومن مظاهر التقدم دون التأثر بظروف معينة قد تطرأ على حياته كاليتم.
إن حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك الإنسانية وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز (سلطان الخير) بذلت الكثير والكثير من الجهد والمال في سبيل الارتقاء بمستوى الخدمات الاجتماعية المقدمة في بلادنا الغالية حتى أصبحت بفضل الله تعالى ثم بفضل الجهود المخلصة والنوايا الطيبة ولله الحمد مثالاً يحتذى بتقديم الخدمات الإنسانية في بلدان العالم المتقدمة لجميع قاطنيها, بل وتفوقت على معظمها في انتشار وشمولية أعمالها الإنسانية في سائر أنحاء العالم. وبرؤية ثاقبة ورأي سديد بذل ولاة الأمر في بلادنا - حفظهم الله - كل غال ونفيس للارتقاء بالخدمات الاجتماعية المقدمة لأبنائنا الأيتام انطلاقاً من قول الله تعالى: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ)، (النساء 36). فكان أن هيئت حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- كل الإمكانات والخدمات التي تليق بهذه الفئة الغالية على قلوبنا، ويأتي يوم اليتيم العربي لهذا العام متزامناً مع اعتماد وزارة الشؤون الاجتماعية لمبلغ 35 مليون ريال لتنفيذ مشروع القرية الاجتماعية للأيتام بمنطقة القصيم الذي سيكون بمشيئة الله تعالى أنموذجاً لما توليه هذه البلاد الطاهرة لفئة الأيتام الغالية علينا جميعاً.
وأجدها مناسبة لأهنئ جميع العاملين مع أبنائنا الأيتام في هذا الميدان وبخاصة معالي وزير الشؤون الاجتماعية والعاملين في الوزارة وفي الفروع الإيوائية التابعة لها، وكذلك العاملين في هذا الميدان من منسوبي الجمعيات الخيرية التي ترعى الأيتام على حسن رعايتهم مذكراً بفضل هذا العمل وأهميته مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما).
* أمير منطقة القصيم