Al Jazirah NewsPaper Saturday  26/04/2008 G Issue 12994
السبت 20 ربيع الثاني 1429   العدد  12994
شرفٌ لكِ مدينةَ المسابقات القرآنية
د. سعود بن عبد العزيز الغنيم

في كل عام تتجمل مدينة الرياض لاستقبال حدث كريم، ينبعث منه عبق القرآن، وتتجلى فيه نفحات من جهود الصحابة، واضطلاعهم بأمرٍ كلَّفهم به نبيهم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، الحدث هو التنافس على حفظ القرآن وتجويده وتفسيره، تحت مظلة المسابقة المحلية المباركة لحفظ القرآن، الذي تتزين الرياض له كل عام - وحُقَّ لها ذلك - فالخيرُ كُل الخير في القرآن، به نهضت البشرية وارتقت عن معاني الفانية إلى معاني الباقية، وعرفت قدرها ومكانتها عند خالقها، وعند نفسها، وفهمت رسالتها في الحياة.

حينما استقبل الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - القرآن عن طريق جبريل الأمين - عليه السلام - عَلِمَ أنه كُلِّفَ بأمرٍ عظيم، فصار يحرك لسانه به حرصاً منه - صلى الله عليه وسلم - على ألا يغادر صدره منه شيئاً، فكفل الله له ذلك، والحرص منه - صلى الله عليه وسلم - مبعثه الاهتمام بالتبليغ، وبالفعل باشر مهمة التبليغ في أهله وعشيرته وقومه، بل وبعث مَنْ يقوم بهذه المهمة خارج الأرض التي يحيا عليها.

ذكر ابن سعد في الطبقات أنه لما فشا الإسلام في دور الأنصار؛ بعد العقبة الأولى أرسلت الأنصار رجلاً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكتبت إليه كتاباً؛ ابعثْ إلينا رجلاً يفقهنا في الدين، ويقرئنا القرآن، فبعث إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصعب بن عمير، رضي الله عنه، فكان مصعب يقرئهم القرآن ويعلِّمهم، وكان ممن بعث معاذ بن جبل، رضي الله عنه، حيث أرسل إلى اليمن.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ}.

نعم لقد بلَّغ محمد - صلى الله عليه وسلم - ما أُنزل إليه من ربه، وبلَّغ أصحابه - رضي الله عنهم - ما تلقوه عن رسولهم - عليه الصلاة والسلام - وإن من الاستمرار في هذا الهدي الاعتناء بتعليم القرآن وتحفيظه، وإقامة المنافسات والمسابقات ورعايتها، والبذل من أجلها.

فالمناسبة السالفة الذكر جديرة بالاهتمام، وخليقة أن تتزين الرياض لها، وأن تشرئب النفوس للتطلع إليها، وأن يستعجل المشاركون قدومها، وأن يأخذوا الأهبة والاستعداد لها.

فالحياة مع القرآن حياة جميلة، والعيش مع آياته عيش هني، فلن تمل نفس حياتها مع القرآن، ولن تشعر بكدر الدنيا مع القرآن، كتاب مبارك، أُنزل للتلاوة والتدبر وهداية الثقلين سواء السبيل، جزى الله بالخير كل من عمل من أجل كتاب الله، وبارك في جهوده وعمره، فنعم العمل ونعم ما يعمل من أجله، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول العمل، فأنت ولي ذلك والقادر عليه.

* كلية أصول الدين- الرياض



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد