في مملكة البحرين أربعون يهودياً ويهوديةً ورغم قلة هذا العدد الذي يشكل الجالية اليهودية في البحرين، فقد حرص العاهل البحريني على اختيار شخص يُمثِّل اليهود في مجلس الشورى البحريني المعيَّن، وتحتل مقعد الجالية اليهودية في البحرين السيدة هدى عزرا نونو، وهي تشغل إضافة إلى ذلك منصب رئيسة جمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان، وهي جمعية من جمعيات المجتمع المدني وقد اُنتخبت من قِبل ناشطي حقوق الإنسان في مملكة البحرين. وتُعَدُّ السيدة هدى عزرا نونو أول امرأة تُختار لعضوية مجلس الشورى من قبل اليهود، فكان العضو اليهودي الذي يمثِّل الجالية في مجلس الشورى من الرجال.
وتواصلاً مع سلم أولويات هذه السيدة، فقد تم ترشيحها كأول سفيرة يهودية لدولة عربية في أمريكا حيث ستمثِّل مملكة البحرين سفيرةً في واشنطن.
دلالات اختيار سفيرة يهودية لدولة خليجية ومن بين 40 هم كل عدد الجالية اليهودية يحمل مضامين كبيرة وعديدة، يجب أن نُذكِّرَ بها لأن المهيمنين على الإعلام الغربي والأمريكي بالذات سيغيِّبون هذه الدلالات رغم أن السفيرة يهودية. فالإعلام الصهيوني في أمريكا لا يبرز الإيجابيات العربية خاصة أن هذه الإيجابيات ستكشف سلبيات إسرائيل.
من هذه السلبيات التي هي في نفس الوقت أحد أهم دلالات تعيين سفيرة يهودية لدولة عربية في واشنطن:
1- تعيين سفيرة يهودية من بين 40 يهودياً فقط هم كل عدد اليهود في البحرين، التي كانت تحتل هذه الجالية الصغيرة في مجلس الشورى، في حين أن عدد العرب الفلسطنيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية مليون ونصف المليون فلسطيني، 11 منهم أعضاء في الكنيست منتخبون ومع هذا لم يسبق أن رُشِحَ واحد من المليون والنصف مليون سفيراً..!!
2- السفيرة البحرينية اليهودية لم تُرشح سفيرة للعمل في دولة هامشية أو عادية بل رُشحت للعمل سفيرة في أهم عاصمة دولية في العصر الحالي، ففي واشنطن يصنع القرار العالمي، ومنها توجه السياسات الدولية، ولذلك فلم يكن تعيين سفيرة يهودية في أهم عاصمة عالمية، نوعاً من العلاقات العامة، أو الدعاية السياسية، لأنه لا يمكن التلاعب في منصب كبير.
3- ترشيح سفيرة لدولة عربية خليجية في أهم عاصمة عالمية ويهودية يؤكد أن الدول العربية تثق بمواطنيها دون النظر لانتماءاتهم الدينية والمذهبية، وهذا ينفي تماماً تهمة العداء للسامية التي يروجها الصهاينة.
jaser@al-jazirah.com.sa