العمل الإعلامي مُتعب، لكنه جميل وممتع، وأكثر إمتاعاً لمن يفهم هذا التعب ويقدره؛ ولهذا لم أجد أي غرابة وأنا أسمع الفرحة في أصوات بعض من السعوديين الذين حققوا مساء الخميس بعض الجوائز الذهبية والفضية في ختام مهرجان الخليج العاشر للتلفزيون والإذاعة.
كانت فرحتهم والجوائز بتعب موسم كامل من الركض والسعي والمتابعة سواء كان داخل الوزارة أو حتى في شوارع الشانزلزيه، وعلينا أيضا الفرح لأن الإنجاز يعود أيضا على تطور قنواتنا الحكومية التي يعمل مسؤولوها على منافسة القنوات التجارية. ولا غرابة في أن نجد القناة الأولى في التلفزيون السعودي تحقق المركز الثاني على المستوى العربي من ناحية الإعلانات التي تأتي كمقياس لتوافد المتابعين على متابعة برامجها، ويتضح هذا جلياً في موسم العمل التلفزيوني الرمضاني.
لست هنا لأردد أمنياتي من التلفزيون السعودي بقدر أن نشاركهم الفرحة التي ستحمل تحقيق رغبات أي متابع أو مشاهد يرغب في أن يشاهد في قنوات بلاده بعض ما تعرضه القنوات التجارية أو الحكومية الأخرى.
بيد أن أحد الزملاء في الساحة استغرب حصول التلفزيون السعودي على هذه الكمية الكبيرة من الجوائز، وهو الذي كان بالأمس يتحسر على خروج قنواتنا من دون أي جائزة في المهرجان التاسع.
غريب أمر صاحبنا الذي يستغرب من النجاح كما دهش من عدم نيل أي جائزة (سابقاً)، وبات أمر تحقيق الرغبات شيئاً مزعجاً للبعض.
أقول هنا لمنسوبي وزارتنا إنكم عملتم فكسبتم، أعلم أنكم تملكون الكثير من العمل، وأعلم أنكم ستحققون الكثير من الذهب، فعليكم أن تعمل هذه الجوائز في تقديم الأكثر والأفضل، وأنتم تملكون الإمكانيات، وتملكون المال والمنتجين، وكذلك الكُتّاب، والأهم أن في السعودية نجوماً على مستوى عالٍ من الاحترافية، وتبقى فقط أدوات التنفيذ التي أتمنى ألا تقتصر على رمضان فقط إلى جانب البرامج الحوارية. وبالفعل فإن تلفزيوننا يعاني في هذا الجانب، وكذلك البرامج الوثائقية والترفيهية.
هنا دعوة، وقبلها مباركة وتهنئة لمعالي الوزير الذي لا يخفى على أحد مدى حرصه واهتمامه بتطور برامج التلفزيون السعودي، وأعلم أن المشكلة فقط في بعض الأدوات لتنفيذ الممكن.. ننتظر.
starabha@hotmail.com