بالأمس القريب توفي الشيخ والمربي محمد بن حسن الفريدي في مدينة الرياض بعد معاناة استمرت شهرين بعد الحادث الأليم الذي وقع له في خصيبة ونقل على أثرها إلى الرياض بالإخلاء الطبي ولكن قدر الله كان نافذاً فرحم الله أبا حسن وأسكنه فسيح جناته.
لقد سمعت نبأ وفاته فهرعت إلى خصيبة للصلاة عليه فهناك وجدت غيري من المئات من أبناء الأسياح وأبناء القصيم عامة ورجال العلم والتربية والمشايخ والصغار والكبار لقد ازدحمت الطرق واكتظ الجامع وساحته والشوارع بالمصلين ولقد رأيت أعداداً كبيرة أتت لوداع ذلك الرجل الفقيد على الجميع.
لقد كان أبو حسن معلما ومربيا لمدة تزيد على ثلاثين عاماً كان إماماً وموجها ومصلحا وله من المزايا التي يصعب علي ذكرها وسردها كان أنموذجا للقدوة الحسنة في فن التعامل الناجح مع الطلاب وكل من له علاقة به كان يحل مشكلات الطلاب ويلطف بهم ويواسي الضعيف واليتيم منهم كان محبا للخير رقيق القلب.
لقد أبكاني ذلك الطفل الذي يبكي بحرقة فسألته: هل هو أبوك؟ قال: لا، ولكن كان مكان أبي المتوفى رحمك الله أبا حسن وأسكنك فسيح جناته وسوف يبقى أبو حسن في قلوب الجميع.
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولكن لا نقول إلا كما أمرنا ديننا:
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}