في إطار حرص وزارة التربية والتعليم للسعي بإعطاء الفرص للقيادات التربوية باشر مديرو تعليم البنين والبنات الجدد عملهم بالجوف، راجين من الله أن يكونوا خير خلف لخير سلف. مع تقديرنا للقيادات التربوية السابقة على ما بذلوه من جهد من أجل خدمة العلم وطلابه وبما يتمتعون به من روح طيبة وإدارة حكيمة تحلوا بها طيلة فترة عملهم. فالجميع ينظر إلى القادمين الجدد باستنهاض همم العاملين في الميدان بما فيهم الطلاب والطالبات من أجل تفعيل العقول الفتية لتسهم بفاعلية في تنمية الوطن الكبير يسندهم في ذلك توجيه ولاة الأمر الذين ما بخلوا بتوجيه أبناء المجتمع وبناته إلى ما ينفعهم ويضعهم في مكانهم الريادي بين الأمم. فالأمل معقود بالله، ثم على القيادة التربوية الجديدة للبنين والبنات بالجوف لإحداث التطورات الإيجابية المنتظرة لما لهم من تجربة طويلة راكموها طوال مشوارهم التربوي وتحليهم بالجدية في العمل سيمكنهم (إن شاء الله) من أداء المهمة التي قلدهم إياها المسؤولون على الوجه المطلوب، وما يشجعنا على التفاؤل بالقيادة التربوية الجديدة إيمانهم بمبدأ الخطط الإستراتيجية لتحقيق الأهداف المرحلية. فبحكم عملي مديرة مدرسة وبمتابعة ما يصل لنا من إدارة تعليم البنات ممثلة بمديرها العام لاحظنا بعض التغيرات الإيجابية، فهو إداري لا يعمل بالمنهج الوظيفي المعتاد (للبيقراطية القاتلة) فهو بعمله هذا يطور الثقافة الوظيفية من الروتينية إلى مفاهيم الإنتاجية؛ لذا فهو دخل ورشة عمل كبيرة تنتظر خبرته لنقطف ثمارها، فالجميع يعول عليها ونتمنى أن يكون في أولوية أعمالهم الاهتمام بالكيف على حساب الكم.
وننادي بمبدأ الثواب والعقاب من أجل الارتقاء بمستوى العملية التربوية مع تذليل ما يواجه المعلم والمعلمة المتمكنين من عملهما والمجودين لطرق تدريسهما في صناعة الإنسان المفيد لنفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه. فهناك العديد من المنغصات التي تكدر صفوهم، لكن ورثة مهن الأنبياء لا يرضون سوى العمل المكتمل، لا تلهيهم مكدرات العمل التي تتراوح بين التعيين على مستويات أقل؛ نظير الجهد الكبير في بناء الإنسان الذي يدانيه عمل آخر.
بالإضافة إلى قضية مساواة المعلم الجديد بالمعلم القديم، فوجود المعلم أو المعلمة الأول والذي يمثل المعلم القائد لزملائه من المعلمين والمعلمات ويعملون كاستشاريين لهم أمر في غاية الأهمية لتحقيق مبدأ تواصل الأجيال وانتقال الخبرات بينهم، لأنها تصب في النهاية في إخراج مواطن ومواطنة صالحين لتحريك عجلة التنمية بهمة واقتدار، كما أن هناك مدارس يوجه إليها معلمون ومعلمات وبنسب عالية بمقدرات تدريسية متواضعة، فهذا ينتج طلاباً وطالبات بمستويات متدنية غير مفيدة.
نريد نقلة تربوية تؤهل التعليم وتحدث تطورات إيجابية، مطلبنا غربلة الهيكلة التقليدية غربلة تبدأ من الطاولة والكرسي والسبورة وتفعيل الجوانب العملية في المعامل والمكتبات لتتكامل العملية التعليمية بشكلها الأمثل؛ تحفيزاً للطالب والطالبة على البذل والعطاء وإدخالهم في خانة النجاح بحسابات الربح والخسارة.
ختاماً قائمة الطلبات طويلة ولا تنتهي إلا أن قدرات رجال متحمسين متمرسين ستكون قادرة على إنجازها لنشهد نقلة نوعية في مجال التعليم بالمنطقة.