جدة - فيصل المران
ركزت الجلسة العملية الثانية في اليوم الختامي لمنتدى جدة البيئي الأول أمس الأول - الأربعاء - على (البيئة والطاقة) وشهدت نقاشات مهمة عن كيفية تحويل النفايات إلى طاقة تستخدمها الدول في العديد من الصناعات، واتفق المشاركون على أن البون ما زال شاسعاً بين الدول المتقدمة والنامية في قطاع الصناعات البيئية.
وعبر الدكتور سيرجي فلاديمير وفيتش بالتسف الخبير في معهد ماستشوسس للتكنولوجيا عن أمله في أن يكون منتدى جدة البيئي الأول حدثاً سنوياً مهماً شبيهاً بمنتدى جدة الاقتصادي الذي حقق نجاحاً كبيراً، وقال في ورقة العمل التي قدمها عن مصادر الطاقة والطلب عليها ومواجهة التحديات في التغير الحراري: الأمر يتطلب معرفة التحديات المتعلقة بالبيئة التي تهدد الحياة البشرية من أجل القيام بمبادرات جريئة للحفاظ على مستوى جيد من الحياة البشرية، حيث يأتي منتدى جدة البيئي الأول في هذا الإطار لوضع النقاط على الحروف في مختلف القضايا البيئية الملحة.
وشدد فلاديمير على أن انبعاث الغازات يتسبب في مشكلات عديدة ويحتاج إلى آليات ومبادرات إستراتيجية لمواجهته، ولابد أن يكون هناك تحفيز للقطاع الخاص من الحكومات حتى تستثمر في المشروعات المتعلقة بالبيئة بشكل عام والانبعاث الحراري على وجه الخصوص، وقال: هناك نمو سريع جداً في مسألة البحث عن الطاقة في أكثر من موقع، وكل دول العالم تتسابق من أجل ذلك، وهناك جدل مستمر حول هذا الموضوع خاصة الدول التي تعيش في أجواء حارة مثل منطقة الخليج العربي.
من جانبه اعتبر رئيس مركز الأبحاث في شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة باليابان أن نسبة التلوث في بلاده ازدادت منذ التسعينات. وقال: من المهم مواجهة هذه المشكلة في بلد كبير مثل السعودية أغلب أراضيها صحراوية والأمر نفسه ينطبق على بقية دول الخليج.
وطالب السيد السيد شين اوكومارا من شركة زينسي اليابانية بضرورة استخدام الطاقة النظيفة في التنمية الحضرية، واستعرض نظام التحويل في الطاقة الحرارية وقال: تدني مستوى الطاقة مرتبط بشكل مباشر بالتغييرات المناخية وانبعاث الغازات والأمر يحتاج إلى استخدام أساليب تقنية حديثة لإيجاد حلول للمشكلات التي تشهدها الحياة من أجل حماية الناس من ملوثات المصانع.
ومن ناحية أخرى حذر الدكتور فاروق الباز مستشار الرئيس الأميركي لشئون الفضاء والمحاضر في جامعة بوسطن من خطورة تأثير الرياح القوي على رفع نسبة التلوث في منطقة الخليج، وأكد خلال الجلسة العلمية الثالثة لمنتدى جدة البيئي الأول على ضرورة مراقبة الأرض عبر الفضاء لاكتشاف المشكلات التي تحدث بين فترة وأخرى، مشيراً إلى أن هناك بعض الأحداث التي تساهم في التلوث بالمناطق الصحراوية مثل التدريبات العسكرية، وقد تأثرت منطقة الخليج نوعاً ما من التلوث البري وحرق آبار النفط وشاهدنا ذلك من خلال الجو، وهذه الملوثات تسبب أضراراً كثيرة وجلبت معها كوارث كبيرة، حيث تسببت في أمراض مزمنة كالسرطان والربو.
وطرح الباز سؤالاً كبيراً عن كيفية إيقاف التلوث؟ وأجاب بنفسه: أظهرت الأقمار الصناعية أن العواصف التي تنقل من مكان لآخر هددت مصالح الناس.
كما اتفق المشاركون في الجلسة العلمية عن إدارة النفايات الصلبة ضمن فعاليات منتدى جدة البيئي الأول الذي اختتمت جلساته العلمية أمس الأول - الأربعاء على ضرورة البحث عن حلول متكاملة لإدارة النفايات في السعودية ودول الخليج تتماشي مع النهضة الحضارية الكبيرة التي قطعتها هذه الدول.
واستعرض الدكتور يوسي يوتيلا الخبير في معالجة التربة الملوثة حرارياً تجربة فنلندا في حماية البيئة خلال الجلسة الصباحية التي ترأسها الدكتور عبد الله نصور من جامعة رستوك.. وقال: هناك مجموعة من المراحل لتجميع النفايات والتخلص منها حسب المواقع المحددة، منها عزل كمية الأوراق والزجاج والبلاستيك ثم البدء بنظام التجميع لهذه المواد المختلفة ومن ثم ندخل في مرحلة إعادة ملء الحاويات التي تحتوي هذه النفايات ومعالجتها وإعادة تدويرها، وتلك المراحل ساعدت على التخلص من النفايات.
من جانبه.. استهل البروفيسور حمدي عزيز من جامعة سينس في ماليزيا حديثه بأن النفايات مشكلة معقدة في الدول النامية، وقال: نحن في ماليزيا والسعودية مازلنا جديدين في هذا الموضوع، حيث إن معدل النفايات للفرد في الدول النامية تتراوح بين 07% إلى 1.2% وتحاول البلديات طمر هذه النفايات، حيث إن نفايات الطعام وصلت إلى 3.5% وهي نسبة مرتفعة جداً.
وفي نهاية الجلسة أكد عبد الله نصور من جامعة رستوك أن مشكلة التلوث والنفايات إدارية بنسبة 80%، في حين أن المشكلة تتعلق بالتكنولوجيا بنسبة 20% فقط، واقترح أن تطرح دول المنطقة مناقصات البيئة من خلال مشروعات صغيرة، وقال: تواجه هذه الدول مشكلات عندما تطرح مناقصات عامة لمشروعات كبيرة في النفايات، حيث لا تلتزم الشركات التي تحصل على المناقصات بالشروط البيئية الكاملة، ومن الأفضل في هذه الحالة طرح مناقصات التخلص من الأوراق وحدها والمرادم وحدها والمراحل الأخرى كل مشروع بمفرده.