بدايةً أحب أن أقول إن كثيراً من المفكرين يرون أنها تدفع الإنسان ليكون أكثر فاعلية وإنتاجاً وهي رفيقة الدرب, معها تذكر الحسنات, وتخفى السيئات, وتُنسى الزلات, وتقال العثرات اعتبرها الكثير أجمل لغة في الحياة بل قال أحدهم عنها: أن تشق طريقاً بها خير من أن تشقهُ بالسيف، وهي التي تحدث في ومضة ويبقى ذكرها دهراً، تلك الحركة البسيطة والتي تعني الشيء الكثير للمقابل، إنها والله (الابتسامة) تلك البذرة الصغيرة التي ترميها في نفسيَّة الآخر ثم تنمو وتكبر وتؤتي أكلها بإذن الله وهاهو خير البشرية صلى الله عليه وسلم يرشدنا ويحثنا على البسمة فيقول: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) ويصف حسن الخلق صلوات الله وسلامه عليه فيقول: (بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى) وهاهو عبدالله بن الحارث يصف لنا قدوتنا فيقول: (ما رأيتُ أحداً أكثر تبسمًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُحَدِّث حديثاً إلا تبَسَّم وكان مِن أضحك الناس وأطيَبَهم نَفسًا) وإني هنا أدعوا والله للتحلي بها وترك العبوس!! وإني أسأل عابسي الوجه قائلاً: كم هوالجهد الذي تبذلونه والتعب الذي تعانونه لكي تبتسموا في وجه إخوانكم؟ فلا تكلفكم الابتسامة مالاً تخرجونه من جيوبكم، ولا وقتاً تضيعونه من وقتكم، ولا جهداً ترهقون به بدنكم. ومع ذلك تبخلون بها!! لتعلموا أن النفس الباسمة ترى الصعاب فيلذها التغلب عليها تنظرها فتبتسم وتعالجها فتبتسم وتتغلب عليها فتبتسم أما النفس العابسة فهي لا ترى صعاباً فتخلفها وإذا رأتها أكبرتها واستصغرت همتها بجانبها فهربت منها وقبعت في جحرها تسب الدهر والزمان والمكان وتعللت بلو وإذا وإن وما الدهر الذي لعنه إلا مزاجه وتربيته، إنه يود النجاح في الحياة ولا يريد أن يدفع ثمنه! فأرجوكَ لا تكن متجهّماً فالناس يريدون منك ابتسامة فقط لا نقول لك اضحك بل ابتسم لا تقول لا أستطيع بل عوّد نفسك عليها حتى وإن كنت مهموماً فابتسم فهي تذيب الهموم والأحزان وتوقظ السعادة من سباتها، أتمنى بحق أن نبقى نتعلم معنى الابتسام وأن نبقى نمارس حقنا بالابتسام ونبقى نحقق واجبنا تجاه الآخرين بالابتسام أيضاً، وأخيراً أقول: حاربوا اليأس وابتسموا لمصلحة أنفسكم فالفرصة سانحة لكم والنجاح مفتوح بابه لكم فَعَوِّدُوا عقولكم على ذلك تفتح الأمل وتوقع الخير في المستقبل، بعدها هنيئاً لكم.
جليس الساحة
Jalees55@hotmail.com