حفظ القرآن العظيم نعمة عظيمة من الله على عبده لأن القرآن كلام الله من حفظه فقد حفظ كلام الله سبحانه ليس هو كمن حفظ الشعر وكلام البشر. وفضل كلام الله على غيره من الكلام كفضل الله على خلقه. فليفطن الحافظ لكتاب الله أي كلام يحفظ فيشكر الله على هذه النعمة ويحترم كلام الله وتجب عليه واجبات أكثر من غيره ممن لا يحفظ القرآن ومنها:
1- كثرة تلاوته لينال أجر التلاوة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفاً من كلام الله فله حسنة. والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول: ألم. حرف ولكن ألف حرف. ولام حرف. وميم حرف. ويكثر من تلاوته لئلا ينساه. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: تعاهدوا هذا القرآن.. فلهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها. ويتلو كتاب الله ليلين قلبه ويقوى إيمانه قال الله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}. ويتلو كتاب الله ليتدبره ويتفهم معانيه قال تعالى {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} وقال تعالى {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} ويتلو كتاب الله ليعمل به ليكون حجة له عند الله يوم القيامة ولا يهجر العمل به ليكون حجة عليه. قال صلى الله عليه وسلم: (والقرآن حجة لك أو عليك) والقرآن يكون شافعاً لأصحابه الذين يعملون به وليحذر المسلم من هجر القرآن، فيكون من الذين قال الله فيهم {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} والهجر أنواع.. منها هجر تعلُّمه وتعليمه.. ومنها هجر تلاوته.. ومنها هجر تدبره.. ومنها هجر العمل به.. ومنها هجر الحكم به بين الناس فيما اختلفوا فيه.. فالهجر هو الترك وهجر القرآن يعني ترك هذه الأمور كلها، فلتكن صلتنا بالقرآن قويةً ليكون هادياً لنا كما قال الله تعالى {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}. نسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن.
* عضو هيئة كبار العلماء