لقد خص الباري جل شأنه بعض الأمكنة والأزمنة بفضيلة تتميز بها عن سواها فتتضاعف فيها الحسنات ويتعرض فيها العبد لعظيم النفحات من الله رب البريات.
ولكن ذلك لا يعني أن نعبد الله فقط في هذه المواسم ونترك أو نتكاسل في غيرها.
يقول الله لرسوله: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ).
وهؤلاء الذين لا يعبدون الله إلا في رمضان فإذا انسلخ عادت حليمة إلى عادتها القديمة هم في الحقيقة عباد المواسم، يقول عنهم الفضيل بن عياض: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان!.
ولا تسأل عن العودة إلى المعاصي بعد ذلك، بل والتفنن في إسخاط الله عز وجل، نعوذ بالله من الذل بعد العز، يقول الإمام أحمد: اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك.
ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إنكم تنصرون بالصلاة وتهزمون بالمعاصي.
لذلك كان لابد من الرجوع إلى الله ومحاسبة النفس قبل دخول الرمس، ومواصلة الحسنة بعد الحسنة، قبل ان تفاجئنا المنية وتنشب مخالبها بنا، عندها لا ينفع صوت بعد فوت، ولا ندم بعد عدم.
والله عز وجل يعلم من بكى ممن تباكى، وسيجزي فاعلاً ما قد فعل.
الله الله بتصحيح المسار قبل وقوف القطار، ولقاء الجبار، فاليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل.
* الجوف - دومة الجندل
salmfrj@hotmail.com