لو وجدوا طريقاً لبيع الهواء الطلق أو الملوث لباعوه على كل من يتنفس، أي أن التنفس سيكون مقابل مال أو يموت من لا مال له، وسيكون الهواء على درجات يحكم نقاوتها أو عكسها الدفع والطريقة.
لو وجدوا مدخلا لقلوب الناس لقلبوها إلى قبلة غير التي يرتضيها العقل والذوق السليم ولجعلوه مثل البهيمة التي تدار بالرسن إلى أية موقع.
لو أن هناك ثقباً يدخل منه النور إلى القلوب والعيون وأرادوا أن يسدوه مع القدرة لفعلوا ليكون النور لهم والديجور لغيرهم.
لو أن هناك وجهاً يحددون ملامحه وتفاصيله لفعلوا لكنهم لا يقدرون، وربما استطاعوا بعض القدرة لا كلها!
لو أن زمن شراء الأشخاص رجالاً ونساء موجود لجعلوا له مناسبات ومهرجانات لها الرنين والطرب والصياح عبر مكبرات الصوت، لكنهم لم يقدروا.
لو كانوا يستطيعون التحكم في نسل فلان وفلان وقدرته على الإنجاب لحددوا جنساً معيناً لينمو وآخر ليهلك، لأن كثرة النسل تهلك الاقتصاد كما يظنون بيد أن الله هو المسيطر لا هم!!
لو أن هناك ما يسد نور الشمس وضوء القمر بشكل يخضع له المستهلكون لطاقة الشمس وهمس القمر لحاولوا ورتبوا أسعاراً للدقيقة والثانية وجعلوا تخفيضات موسمية، لكن لن يكون ذلك الآن على الأقل!!
لو أن مدى الرؤية الأفقية أو العمودية له مسافات يحجبون الرؤية بموجبها لفعلوا ذلك إلا بمقابل!!لو أن التجار في كل مشارق الأرض ومغاربها يستطيعون أن يخلقوا أزمة ليضطر الناس العاديون إلى أسعارهم وأقدارهم لفعلوا ذلك من أجل تنمية الدرهم والدينار لديهم هم ولا يهمهم غيرهم مهما كان الدافع والهدف لبقائه، الأهم أن يكونوا هم الأعلون وغيرهم في أسفل سافلين!!
تخيلوا أن تلك الأشياء يستطيع التجار أن يفعلوها وبقدرتهم الدينارية الهائلة التي تحرق وتبني وتحرم وتعطي، تخيلوا ذلك يحصل، فهل سيبقى أحد على وجه البسيطة دون أن يضروه ولو من خلف البحار والجبال والرمال والأنهار، أو حتى عبر استنشاق الهواء الذي يعبأ في برطمانات على قدر الحاجة والتسعيرة!!
اللهم لك الحمد على أن جعلت الهواء الذي يدخل ويخرج من الصدور بلا مقابل، وجعلت زفرات الأب الذي لا يستطيع تحمل أعباء الغلاء تخرج حارة دون أن يفكر في حساب الزفرات والدموع وهو ينظر إلى جوع أطفاله أو تعلقهم برائحة شواء لذيذ لا يستطيع جلبه لهم..رحماك ربي أن جعلت خروج الدمعة الحارة من عين الثكالى والأيتام والمحرومين دون مقابل دون أن تمرّ على محاسب التاجر.
فاكس : 2372911
abo-hamra@hotmail.com