علم فوقه نار، صمد في وجه الرياح العاتية وصارعها مدة تزيد على نصف القرن حتى صرعته الأعاصير الشديدة أخيراً وهادم اللذات، فطويت صفحة ذلك العملاق المطرزة بالمواقف النبيلة الخيّرة، لكن تلك النار عند انطفأ وهجها اشتعلت في قلوب إخوانه ومحبيه الكثيرين حزناً ولوعة على فراقه المر. |
إنّ رحيل هذا الرجل وأمثاله خسارة للأصالة والشهامة والنبل والمروءة والكرم الذي التصق به اسماً وفعلاً.. إنه الشيخ كريم بن طواري - رحمه الله - الذي اكتسب اسمه اللامع شهرة لم تأتِ من فراغ؛ بل بسبب سيرته الطيبة؛ فقد كان صاحب مواقف مشهورة وخيّرة بين جميع أبناء قومه في أصعب المواقف وأحلك الظروف وفي ساعة الشدة، ويشهد له القاصي والداني والعدو قبل الصديق: (والفضل ما شهدت به الأعداء). ولقد امتلأ قلبي ألماً وحزناً مثل محبيه الكثيرين عند علمي بفَقْد هذا الشيخ الجليل القَدْر الذي يندر أن يجود الزمن بمثله في مجتمعه، وندعو الله العلي القدير المجيب أن يشمله برحمته وغفرانه وعفوه ويدخله جنات النعيم مع الأبرار الأخيار، ويلهمنا وذويه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون. |
|
غالي وكيف ارثيه هو كاسب الطيب |
يومين عبراتي بوسط الضماير |
يا كبر دنا حزين ووجدي على هديب |
الحزن وسط الصدر ولع سعاير |
كريم سندنا بالليال الشلاهيب |
عويننا يوم الدهر صار جاير |
الشيخ ابو نواف للمجد خطيب |
بالطيب تشهد له جميع العشاير |
يا الله تجيره عن جميع اللواهيب |
يا رب ترحم نادر جاك زاير |
|