Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/04/2008 G Issue 12992
الخميس 18 ربيع الثاني 1429   العدد  12992
أمل في زمن القتامة .. منتدى الملك عبد الله للتقارب والوفاق بين الحضارات والأديان والثقافات
د. عبد الله بن إبراهيم المنيف

كم نشعر بالاعتزاز والفخر حينما تنطلق الدعوات الإنسانية النبيلة على الصعيد العالمي من منزل الوحي ومهد الرسالة وأرض النبوّة، المملكة العربية السعودية، فالدعوات المتجدّدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بضرورة الحوار بين الأديان، تعضدها الدعوة المماثلة للتعايش السلمي البنّاء بين الحضارات، هي دعوات لمجادلة الأحداث بوعي خلقي وسياسي لتحقيق رهان البشرية في السلم والتقدم والتنمية والعدالة، وتسخير كل شيء من أجل الارتقاء بالبشرية، هذه الدعوة الجليلة تأتي من أرض حملت الرسالة الإنسانية إلى كل البشر، ومن قيادة تتمتع بحكمة ورأي عزّ نظيرهما وفي زمن أقل ما يوصف بزمن القتامة حيث الإنسان يمشي بعكاز إلى أخيه الإنسان يجهله ولا يحاول أن يفهمه، ومؤكدة بأنّ لنا في تاريخ ديننا الإسلامي الحنيف من المواقف ومآثر الحكمة والحوار ما يجسم بر حضارتنا بالإنسان والإنسانية.

إنّ هذه المبادرة التي تعكس العناية التي توليها المملكة لدعم السلام والتضامن الإنساني، مليئة بالأفكار لكل المفاهيم الأكثر إلحاحاً في عالمنا اليوم وتعبِّر عن مدى استشرافية الرؤية التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين في دعوته إلى إرساء قيم حضارية كونية نبيلة، والاتجاه بصدق إلى تغليب قيم الحوار والتعاون والمساهمة في بناء عالم جديد خال من الضغائن والكراهية والواقع أن ما قدمه خادم الحرمين الشريفين من أفكار غاية في العمق والموضوعية يجعلنا ما دأبنا على قوله من أنه يشكل بفكره المستنير - أيّده الله - صورة مشرقة للعقلانية في العقل السياسي في عالم اليوم.

ولكني أريد أن أقول في الموضوع كلمة مختصرة أعلم - علم اليقين - أنّ فكرتها لم تغب عن فكر كل متابع يهمه أمر أمته والإنسانية جمعاء، ولكن يهمني أن أذكر بها، وبخاصة أني أرى - مثلما يرى غيري - دور بلادنا - مكاناً وزماناً وإنساناً، مؤثراً في عالم البشر تأثيراً كبيراً وكون المبادرة الجليلة تعتبر بلا شك أملاً لعالم زمن اليوم الذي يعيش في بيئة سياسية دولية تموج بالكثير من الأزمات والمتغيرات والقفزات المتلاحقة التي قد يدركها عقل الإنسان وقد لا يدرك معظمها، وهي فكرة ضرورة ومناسبة إنشاء واحتضان المملكة لمنتدى دولي لا أجد مسمى له أكثر إلهاماً من أن يحمل اسم الملك البار بالإنسانية الذي ما فتئ يدعو العالم إلى تضافر الجهود للقضاء على أشكال الكراهية والبغضاء مهما كانت أسبابها دينية أو عرقية أو غيرها لإيمانه بأنّ رسالته الإنسانية تتجاوز حدودها الوطنية في تحقيق السلام العالمي، (منتدى الملك عبد الله بن عبد العزيز للتقارب والوفاق بين الحضارات والأديان والثقافات) يكون بمثابة منتدى للتلاقي والتفكير لتظل المملكة على الدوام منارة إشعاع متوهجة لتلاقي وتواصل الحضارات والحوار بين الثقافات ودفع التعاون الدولي في هذا المجال.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد