جازان - جبران المالكي
طالب حرفيون في صناعة الفخار بجازان بضرورة دعم هذه الصناعة وتمويلها من خلال صناديق الإقراض الحكومية حتى تبقى قائمة كي يتسنى تصنيعها بطرق أفضل وإدخال التحسينات عليها، إضافة إلى أهمية تسويقها في مناطق المملكة بشكل علمي مدروس بدلاً من العشوائية القائمة حالياً، موضحين أن صناعة الأواني الفخارية مصدر رزق كبير، حيث تشهد صناعتها إقبالاً كبيراً من السكان والزوار الذين يفضّلون شراءها سواء للاستخدام أو للاقتناء.
إلا أن الطرق البدائية التي تقوم عليها هذه الصناعة تحتاج إلى تطوير وتنظيم لتكون وفق أسس تجارية مدروسة فلا يكاد يخلو منزل في منطقة جازان من هذه الأدوات الفخارية لأسباب أهمها أن غالبية الأكلات الشعبية المفضّلة لدى السكان تحتاج لتلك الأواني والأدوات لإعدادها لا سيما خبز الموافي والمغاش والبرم واللحوح فمن الطبيعي جداً أن تزدهر هذه الصناعة للحاجة الماسة إليها ولكونها خياراً مفضّلاً كونها مصنوعة من مواد طبيعية ليست لها آثار جانبية كما هو حال الكثير من أواني الطبخ الحديثة إضافة إلى القيمة الغذائية والنكهة المميزة للأكل.
وهذا ما يؤكّده سليمان بن محمد، موضحاً أن انتشار هذه الصناعة رغم الطفرة الهائلة واختلاف أنماط الحياة والعادات يعود لجودتها وعدم احتوائها على مواد معدنية ضارة أو مسرطنة كما هو الحال في العديد من أدوات الطبخ الحديثة وربما لجأ إليها الكثير كنوع من الفضول في الاقتناء وحب كل ما يتعلق بالتراث، مضيفاً أن صناعة الأواني الفخارية ليست وليدة اليوم، بل هي امتداد لقرون طويلة حافظ عليها السكان لتبقى رمزاً يدل على مهارة بعض الأفراد وإتقانهم لتلك الصنعة.
ويخشى علي إبراهيم أن تمتلك العمالة الوافدة أسرار المهنة بعد أن جاءوا إلى المنطقة وتعلموا أسرار تصنيعها من بعض كبار السن الذين برعوا في تصنيعها ثم أتقنوا تصنيعها وبدأوا في السيطرة على سوق الفخار في المنطقة وهذا ما يهدّد باندثار الحرفة مستقبلاً إذا لم يتدارك الحرفيون السعوديون أصحاب تلك المهنة الأصليون الوضع ويعلموها لأبنائهم الذين بدأوا العزوف عن تعلمها والنظر إليها على أنها حرفة دونية، مطالباً بضرورة وجود برامج لدعم وتأهيل الشباب لسببين أولهما ربحيتها المرتفعة والسبب الثاني كونها حرفة تميّزت بها المنطقة والحفاظ عليها يعد حفاظاً على تراث ومكنونات المنطقة، إضافة إلى أهمية كسر حاجز الخجل لدى الشباب من ممارسة الأعمال المهنية.
واستغرب أحمد مبارك عدم وجود برامج حكومية تتبنى تلك الحرف وتدعم الشباب وتدربهم وتمنحهم القروض والمساعدات على إنشاء مصانع يدوية مصغرة إضافة إلى حمايتهم (سعودة) المهنة وتسويقها وناشد الجهات المعنية بوقفة صادقة للإبقاء على هذه الحرفة في يد الشباب السعودي الذين عمل آباءهم في هذه المهنة منذ قرون وأتقنوها وحافظوا عليها إلى أن جاء التطور والحضارة مما أدى إلى ابتعاد الناس عنها.