«الجزيرة» - الوكالات
حذّر برنامج الأغذية العالمي أمس الأول الثلاثاء من أن ارتفاع أسعار الغذاء العالمية ربما يتسبب في حدوث (تسونامي صامت) يمكن أن يغرق أكثر من 100 مليون شخص في مستنقع الجوع والفقر.
ويأتي التحذير الذي أطلقته جوزيت شيران المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي أمام مؤتمر حول ارتفاع أسعار الغذاء العالمية في لندن. وكانت شيران تشارك في اجتماع مائدة مستديرة في ضيافة رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون في مقر رئاسة الوزراء بداونينج ستريت.
ووصف براون الأزمة بأنها (تحد أخلاقي) لكل الناس، وقال: إن أسعار الغذاء العالمية في أعلى مستوى لها منذ عام 1945م وحث أيضا على تبني (نهج أكثر انتقائية) في موضوع الوقود الحيوي، مضيفاً أن بريطانيا ستدفع من أجل تغيير أهداف الاتحاد الأوروبي الخاصة باستخدام الوقود الحيوي.
وقالت شيران: إن المجتمع الدولي يحتاج إلى أن يستجيب كما فعل من قبل عندما قتلت موجات المد العاتية (تسونامي) عام 2004م في المحيط الهندي 250 ألف شخص وشردت عشرة ملايين آخرين.
وقالت: إن هذا وجه جديد للجوع - ملايين الناس الذين لم يكونوا في فئة المحتاجين للغذاء بشكل ضروري منذ ستة أشهر أصبحوا الآن ضمن هذه الفئة.
وأضافت أن الخبراء يعتقدون أن أسعار الغذاء المرتفعة دفعت بنحو مئة مليون شخص بشكل أعمق نحو الفقر.
وتابعت: نحن نحتاج لنفس نوع الفعل والكرم. وما نراه اليوم أنه يؤثر على المزيد من الناس في كل قارة مما يتسبب في خسارات في الحياة وفي الغذاء مما سيضر بالأطفال طول عمرهم.
وبعد ساعات من وصف برنامج الأغذية العالمي لارتفاع أسعار الغذاء بأنه (طوفان صامت) حذر الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز من ارتفاع أسعار الغذاء ووصفها (بمذبحة) لفقراء العالم.
وقال شافيز في كلمة أذاعها التلفزيون مستشهدا بإحصاءات الأمم المتحدة عن الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية (ما يحدث في العالم مذبحة حقيقية.) وتابع (المشكلة ليست إنتاج الغذاء.. ولكنه النموذج الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للعالم. النموذج الرأسمالي في أزمة) بدوره اتهم كارلوس لاجي نائب الرئيس الكوبي الذي يزور كراكاس للاجتماع مع شافيز وزعماء آخرين من حلفاء كوبا وفنزويلا أمس الأربعاء الدول المتقدمة بالتسبب في ارتفاع أسعار الغذاء عن طريق الوقود الحيوي.
وأضاف مكررا اتهامات شافيز بأن استخدام واشنطن للوقود الحيوي يرفع أسعار السلع الغذائية مثل الذرة (الدول المتقدمة تريد تغذية سيارات الأثرياء بالغذاء.. هذا هو العالم غير المنطقي الذي نعيش فيه اليوم).
من جهته قال البنك الآسيوي للتنمية: إن الحكومات الآسيوية تبالغ في رد فعلها تجاه ارتفاع أسعار الغذاء وتلجأ لفرض قيود على الصادرات تضر بالسوق وإنه ينبغي لها أن تلجأ لإجراءات مالية لمساعدة الفقراء.
وقال راجات ناج العضو المنتدب في البنك: إن ارتفاع أسعار الغذاء العالمية ليس نتيجة تراجع المخزونات لأقل مستوياتها في عقود فحسب بل لزيادة الدخل القابل للإنفاق وارتفاع أسعار الوقود مما رفع تكلفة الإنتاج والأحوال الجوية غير الطبيعية وثبات المحصول.
وقال ناج للصحفيين في رابطة المراسلين الأجانب في سنغافورة: (انتهى عصر الغذاء الرخيص. نريد ضبط ما نعتبره رد فعل مبالغ فيه قليلا. لا تزال الإمدادات كافية) وتنامى القلق إزاء إمدادات الأرز وبلغ مستوى محموما في السنوات الأخيرة فيما دفع ارتفاع أسعار الغذاء الهند وفيتنام لتقييد الصادرات على أمل تهدئة الأسعار في الداخل بينما دفعها للصعود في الخارج.
وفي ألمانيا يناقش أعضاء البرلمان اليوم مسألة أزمة الغذاء الدولية الناجمة عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم الناجمة عن تراجع الإنتاج الزراعي ببعض دول العالم وبالتالي رفع الحظر عن منتوجات الزراعة لبعض الدول في العالم وخاصة الأرز من الهند وفيتنام ودول آسيوية أخرى.
ويأتي مناقشة البرلمان بطلب من وزيرة التنمية والتعاون الدولي هايديماري فيتسوريك تسويل وحزب الخضر وذلك لإمكانية قيام المانيا بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي باتخاذ سياسة إستراتيجية لمساعدة الدول الفقيرة وخاصة في ضوء اتفاقيات الدول الصناعية خلال مؤتمر مدينة كولونيا عام 1999م الذي أقر ضرورة خفض عدد فقراء العالم الى النصف مما عليه الآن خلال حلول عام 2015م واستمرت أسعار الأغذية بالارتفاع حتى أمس الأربعاء فارتفع الأرز الأمريكي في المعاملات الآجلة إلى أعلى مستوى على الإطلاق أمس الأربعاء في الوقت الذي أثار فيه نقص الإمدادات اضطرابات سياسية وأدى إلى فرض قيود على التصدير لحماية المخزونات المحلية المتناقصة.
وبلغ الأرز الخام في عقود يوليو - تموز في مجلس تجارة شيكاجو مستوى قياسيا عند 24.745 دولار لكل هندردويت (حوالي 45 كيلوجراما) وارتفع 1.5 بالمئة أو 36 سنتا إلى 24.56 دولار في أوائل معاملات أوروبا.
وقد ارتفعت أسعار الأرز نحو 68 بالمئة منذ مطلع عام 2008م. وقال كنجي كوباياشي محلل شؤون الحبوب في كانيتسو اسيت مانجمنت في طوكيو (بعض الدول الرئيسية المنتجة للأرز فرضت قيودا على التصدير... وتضافر هذا مع انخفاض الاحتياطيات العالمية لدفع الأسعار نحو الارتفاع).
وأضاف (الأرز يسجل مستويات قياسية متتالية. وقد اقترب من 25 دولارا وأعتقد أن 30 دولارا أصبح في الأفق الآن) وفرضت الهند ثاني أكبر مصدر للأرز في العالم في عام 2007م وفيتنام ثالث أكبر مصدر حظرا على تصدير الأرز على أمل تهدئة الأسعار المحلية للغذاء الأساسي. وتايلاند هي أكبر مصدر للأرز في العالم.
من ناحية اخرى ارتفعت أسعار فول الصويا ايضا في مجلس تجارة شيكاجو حيث زاد عقد مايو - ايار 3-4-7 سنت إلى 1-2-13.82 دولار للبوشل تعززها توقعات التصدير والقلق بشأن المشاكل العمالية في الأرجنتين.