لا أعلم حقيقة ما علاقة الإعلامية نشوى الرويني ببرنامج شاعر المليون كعنصر مؤثر ومدبر لكل صغيرة وكبيرة، سوى ما يعرفه الجميع وهو أن شركة بيرميديا التي ترأسها الرويني هي الشركة المشرفة والمنتجة لهذا البرنامج، فهل تحولت من الرعاية إلى الوصاية؟! لا أعلم حقيقة!
من هنا أصبحت نشوى الرويني في دائرة التهم، خصوصاً أنها دخلت مجال الساحة الشعبية التي لا مكان فيها للثقة وحسن الظن والتثبت مطلقاً، بل هي ساحة الشك والريبة، خصوصاً إذا تعلق الأمر بالمرأة تحديداً.
وللأمانة لم تكن نشوى أو برنامج شاعر المليون بدعا في ساحتنا الشعبية، بل هما تجسيداً لما كان سائداً في الساحة الشعبية خصوصاً في المجلات الشعبية أو لنقل المجاملات الشعبية، وذلك من شللية ونفعية مفسدة ومضرة بالأدب الفكري والأدب الاجتماعي، فالتهم التي يوصم بها برنامج شاعر المليون هي ما كان يمارس في المجلات الشعبية مع فارق الصمت، فبرنامج شاعر المليون يدعي خدمة التراث وهي نفس الذريعة التي استخدمها أصحاب المجلات الشعبية سابقاً، وبرنامج شاعر المليون يتهم بتسليع الشعر، وهذا كان ممارس قبله، ويتهم أيضاً باستغلال القبلية والإقليمية وهذا ليس بجديد، ويتهم كذلك بأن الشاعرية آخر المستفيدين، وهذه كانت قبله أيضاً بعقود، لهذا لا يلام من انتهج نهجاً ربحياً كان قد مهد له لسنين عديدة. هذا البرنامج ليس فتحاً في الساحة الشعبية، فقناة
mbc سبق أن عرضت ما يشبه هذه الفكرة مع فارق
الإمكانات، والغطاء السياسي الرسمي، وذلك في برنامج نسائم ليل مع الإعلامية نجاح المساعيد، لكن الإمكانات خذلت الفكرة وقتلت استمراريتها. فهل يعقل أن نتهم نشوى بأنها من أوجد هذه الطبقة من الشعراء والشاعرات؟ ومن خلق هذه الأجواء؟ أم نقول أن نشوى حصدت ما زرعه من كان قبلها، كما أن الواقع يقول: إن الإعلام الذي سبق برنامج شاعر المليون هو من صنع هذه العناصر، وهو من استغل الشعر، وهو من ابتز المتلقي البصري، وقدم له مجموعة من الأصنام التي دعاه لعبادتها، وهو من أوجد الشعراء المزايين من الجنسين لغرض التسويق وليس لغرض عرض الإبداع وتقديم المبدعين، وخدمة التراث، وهو من صقل مبدعي الصورة والصوت من خارج الحدود كذبة وفرية على الشعر والمجتمع الخليجي.
هل خسارة شاعر ما للبيرق تعد خسارة أمام حفظ القيمة الإنسانية؟ ماذا نستفيد لو كان الفائز سعودياً؟ هل سيغير نظرتنا عن البرنامج؟ لماذا لم نحاسب بعض شعرائنا الذين قدمونا بصورة مخجلة؟! من المسؤول عن هذا المستوى الأخلاقي والثقافي؟ هل نتهم برنامج شاعر المليون؟ أم نتهم نشوى؟ أم من نتهم؟
خسرنا نحن السعوديين على وجه الخصوص ما هو أهم من البيرق، نعم خسرنا القيمة الإنسانية التي كرمنا الله بها، أرقنا ماء وجوهنا في شاطئ الراحة، لم نقدم أدباً، كان الأغلب يمتهن الاستجداء، كان البعض منهم مثالاً للبهلوان المضحك، لهذا حتى لو ظفرنا بالبيرق فخسارتنا أكثر بكثير! فهل يعقل أن تكون نشوة هي من أمرتهم بذلك؟! شكراً نشوى على هذا التجسيد الفاضح للإعلام الشعبي خصوصاً، شكراً على تأكيدك أن الشعر هو آخر المدعوين في حفلة الشعر، شكراً على كشف بساطتنا وسذاجتنا، شكراً على الصدمة الكهربائية التي آمل أن تدخر ما بقي في جيوبنا مصروفاً لأبنائنا في مدارسهم، أو على الأقل لا تجعلنا نصر على صفر 5% الذي يقال أن الشعب السعودي مازال يبحث عن هذا الصفر المفقود.