الجزيرة- معن الغضية
أوضح الدكتور سعيد بن فايز السعيد رئيس اللجنة العلمية لجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة ان أعمال الدورة الأولى للجائزة تلقت (186) عملاً مرشحاً كتبت ب (16) لغة من (30) دولة مؤكدا بأن تكون الدورات المقبلة أكثر غنى وزخماً وإثراءً لحركة الترجمة من وإلى اللغة العربية نظير الاهتمام المتزايد بالجائزة من قبل المهتمين والمعنيين بالشأن الثقافي العربي.
ولفت رئيس اللجنة العلمية لجائزة خادم الحرمين الشريفين أن هنالك الآليات التي يتم فيها تحديد الأعمال الفائزة بالجائزة حيث تعتمد بشكل أساسي على جملة من المعايير والضوابط العلمية الدقيقة التي وضعها متخصصون وخبراء في معايير الترجمة مشيرا إلى أن الأعمال المرشحة لنيل الجائزة تمر بثلاث مراحل تبدأ من مرحلة الفرز الإداري وفيها يتم التأكد من مدى وفاء كل عمل مقدم بشروط الجائزة وبعد اجتيازه يدخل مرحلة التحكيم الأولية التي تحدد صلاحيته لدخول المنافسة وفق درجة أولية تمنح له، يلي ذلك مرحلة التحكيم النهائي التي تُشكل لها لجان علمية متخصصة في مجال الترجمة والحقل العلمي الذي ينتمي إليه العمل المقدم وخلالها يتم البحث في قيمة العمل من الناحية العلمية والأصالة وجودة النص ومستوى لغته والدقة في نقل المضمون والتزامه بضوابط الأمانة العلمية، واستدرك السعيد قائلاً بأن معايير الجائزة لا تهدف لأن تكون عقبة أمام الأعمال المترجمة أو أمام المترجمين وإنما تهدف إلى تشجيع ودعم الترجمات الجيدة وتحفيز كل مترجم سواء كان فرداً أو مؤسسة إلى تجويد أعمالهم بالطريقة التي يتم من خلالها تفادي الإشكاليات والسلبيات والعمل على تطوير الإيجابيات، ولفت الدكتور سيعد الانتباه إلى أن اختيار أعضاء لجان التحكيم يبنى على أسس عمادها الخبرة العلمية والعملية الأكاديمية والكفاءة والموضوعية والنزاهة والأمانة. وبيّن د. السعيد مضيفا أن الدور البارز الذي أحدثته الترجمة في تغذية الفكر الإنساني على مر العصور السالفة مذكِّراً بدورها المحوري في رفد الثقافة العربية بشتّى أنواع العلوم والفنون المختلفة التي أسهمت بشكل كبير في ريادة الحضارة العربية بين بقية الحضارات الإنسانية خلال فترات زمنية معينة من التاريخ البشري، وبالعودة إلى الواقع الثقافي العربي المعاصر أكد السعيد على أن الترجمة ما زالت تحتفظ بقدراتها في نقل العلوم والمعرفة بين الثقافات والتعريف بعادات وتقاليد الشعوب والعوامل المؤثرة في توجهاتها بصورة تمتن جسور الترابط وتعزز من أشكال التواصل، وهي ذاتها الغايات النبيلة التي قصدها مؤسسة هذه الجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - حينما أطلق هذه الجائزة العالمية في الترجمة من وإلى اللغة العربية.
وجدد الدكتور سعيد السعيد تهنئة للفائزين بالجائزة وشكرهم على ما بذلوه من وقت وجهد حتى خرجت ترجماتهم بالصورة التي استحقت فيها نيل هذه الجائزة العالمية، ووجهت الدعوة إلى كل مؤسسة ثقافية وعلمية في أي جزء من العالم وإلى كل مترجم وناشر إلى ترشيح وتقديم أعمالهم المترجمة من وإلى اللغة العربية؛ لنيل الجائزة في دورتها الثانية والتي فُتح باب الترشيح لها ابتداءً من 7 ربيع الأول 1429 ويستمر حتى نهاية 14شعبان 1429هـ الموافق من 15 مارس 2008 وحتى نهاية 15 أغسطس 2008م. وفي ختام تصريحه وجّه الدكتور السعيد الشكر إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- على دعمه ورعايته لهذه الجائزة المنبثقة من رؤيته لما تجب أن تكون عليه الثقافة العربية، كما وجّه شكره إلى معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لإشرافه ومتابعته لكل خطوة تخطوها الجائزة ودعمه وتشجيعه المتواصل للعاملين بالجائزة.