قدمت وزارة العمل حلاً ناجعاً للبطالة يتصف بالذكاء الشديد، مستفيدة من خبراتها في مواجهة أبواب سد الذرائع التي انفتحت عليها منذ أن شرعت بجرأة لتقديم حلول مختلفة لمشاكل اجتماعية عالقة ورافضة للحراك أو تخطي العثرات!!

** حاولت وزارة العمل بوزيرها ونائبه النشطين جداً، خوض غمار حروب حقيقية لحل مشكلة البطالة التي أرهقت المجتمع السعودي لسنوات، وأصبحت إرثاً ثقيلاً يؤول لكل وزير يحمل حقيبة وزارة العمل.. وقد عانى السعوديون من بطالة الشباب، والتفتوا لحلها حينما فوجئوا بأن كثيراً من الشباب الفاقد للعمل أصبحوا ضحية للتيارات التشددية التي وجدت فيهم مشروعاً لآلة عسكرية دربتها لتقتل المجتمع باسم الدين!!

** باءت محاولة توظيف النساء في محال خاصة بهن بالفشل الذريع، وأطلقت في وجهها آلة (سد الذرائع) القوية التي يتراجع من أمامها أي تفكير جريء؛ فلم تفلح المسوغات والمبررات وأعداد النساء الفقيرات أو الراحلات خلف الوظائف في الصحاري والقفار، كل هذا لا يجده البعض كافياً لتوظيف النساء في محال خاصة بهن.. وبقي غير السعوديين من الرجال يحتفظون بمصادر رزقهم وفرص عملهم المريحة والمسلية في بيع مستلزمات النساء الأشد خصوصية، والتي يندر أن يبيعها الرجال للنساء في كافة أنحاء العالم.. لكن نحن مجتمع مختلف ومتمتع بالخصوصية في كل شيء!!

** مشروع المركز الوطني للتوظيف سيسجل الراغبين في العمل وسيدربهم حسب احتياج سوق العمل الخاص وسيتولى إلزام القطاع الخاص بتوظيفهم حال إتمامهم التدريب اللازم، بل سيمنحهم مكافأة بمجرد تسجيلهم في المركز، وهي مكافأة تحت نظام العمل تحت التدريب، وسيستفيدون من نظام التأمينات الاجتماعية منذ التحاقهم بالمركز وقبل أن ينخرطوا في وظائفهم!

** إنه حل ذكي ومثالي لمشكلة البطالة، وسيكشف عن رغبة الشباب الحقيقية في الانخراط في العمل.. وهو أيضاً سد لذرائع القطاع الخاص الذي ظل يطلق مقولته الشهيرة: (السعودي غير مؤهل)؛ فها هي وزارة العمل تؤهل الشباب وتدربهم وتعدهم حسب متطلبات القطاع الخاص بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

** إن وُفقت وزارة العمل في إتمام ما أعلنت عنه فهي - لا شك - خرجت بالمجتمع السعودي من نفق البطالة المظلم الذي ظل كثير من الشباب يعاني من الاختناق فيه لسنوات!!!