Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/04/2008 G Issue 12987
السبت 13 ربيع الثاني 1429   العدد  12987
منتدى أمطار يحتفي بالدكتور عبد الله العسكر
مصطلح (الوهابية) أضحى واسع الانتشار خصوصاً بعد أحداث 11-9

الثقافية _علي بن سعد القحطاني

كرّم منتدى أمطار في الرياض مساء الثلاثاء 24-3- 1429 هـ الموافق 1-4- 2008م الدكتور عبد الله العسكر أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود والكاتب المعروف في جريدة الرياض، وقد قدم صاحب المنتدى الأستاذ نجيب الزامل الدكتور عبد الله العسكر قائلاً: الدكتور العسكر خدم الثقافة والفكر بعلمه وقلمه على مدى سنوات طويلة، وبات اليوم علماً من أعلام الفكر التاريخي والاجتماعي في المملكة، ثم بدأ الدكتور عبد الله العسكر محاضرته وكانت عن: (الجديد في الدراسات الوهابية).

بدأ الدكتور عبد الله عن مسمى (وهابية) وهو قال: إنه هذا المصطلح أضحى واسع الانتشار خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأشار إلى أن الأوروبيين عرفوا هذا المصطلح قبل أن يعرفه العثمانيون، وهذا عكس المفهوم السائد من أن العثمانيين هم من دعا أتباع الحركة الإصلاحية بالوهابيين، لقد زار كرستين نيبور جدة في نهاية 1762م ونقل في مذكراته وصفاً للوهابيين (هكذا) بينما أقدم وثيقة عثمانية ورد فيها مسمى (وهابية) تعود إلى سنة 1764م، وبهذا يكون ما سمعه نيبور في جدة يسبق ما ورد في الوثائق العثمانية بسنتين على أن نيبور لا يمكن أن يُطلق هذا الاسم على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب. وهو لابد أنه سمع هذا الاسم في الحجاز.

وقال الدكتور عبد الله أن سفير الملك عبد العزيز في لندن وهو الشيخ حافظ وهبة قد سبق أن ألقى محاضرة في مؤتمر البريد الدولي في لندن عنوانها: (الوهابية في بلاد العرب ماضيها وحاضرها) وقد لاحظ الدكتور عبد الله أن السعوديين والعرب عندما يحاضرون في الخارج يستعملون مسمى (وهابية)، بينما يكتفون بوصف الدعوة بالسلفية أو الإصلاحية عندما يحاضرون في المملكة، وهذا في نظره ازدواجية لا داعي لها.

وقال الدكتور عبد الله أن سبب انتشار هذا الاسم في الغرب ليس العثمانيون، بل كتيب صغير عن (تاريخ عبد الوهاب مؤسس الوهابية) منسوب للشيخ عبد الله حفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهذا الكتيب ترجمه أوكينيلي، وقد نشرته مجلة المجتمع الآسيوي في البنغال في عددها 43 سنة 1874م.

وذكر الدكتور عبد الله أن المؤلفات العربية عن الوهابية كثيرة خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهذه الكتب لا جديد فيها، بل إنها لا تساوي المداد التي كتبت بها، ومعظمها كتب ذات نفس مذهبي وطائفي، أما المؤلفات باللغات الأجنبية، خصوصاً باللغة الإنجليزية، فيقسمها الدكتور عبد الله إلى قسمين: ما قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما بعده، وهو يرى أن الكتب الرصينة التاريخية إنما طبعت قبل تلك الأحداث وهي قليلة، وقد ضرب أمثلة لذلك، أما حوالى 100 كتاب صدرت في أمريكا وأوروبا عن الوهابية، فهي كتب جاءت كرد فعل للأحداث المأسوية، ثم لربط الإرهاب والتشدد بالوهابية، وهي مؤلفات سياسية وإعلامية لا قيمة تاريخية لها.

وذكر الدكتور عبد الله أن المجلة الروسية مهتمة جداً بالوهابية، وهي تنشر مراجعات لكل ما يصدر في لغات العالم عنها، وهو يرى أن هناك سراً في اهتمام بعض الانتلجنسيا الروسية بالوهابية، وقد توسع في ذلك.

ثم استعرض بعض الكتب العربية ذات الصبغة المذهبية، وكيف أن بعض الطوائف الإسلامية ركبوا موجة عداء الغرب للوهابية، ولكن لغرض آخر، ورد الدكتور عبد الله كل دعاوى وتهم ألصقت من قبل الإعلام الغربي بالوهابية، وهو قال لو إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب بُعث من قبره، وقيل له هذه دعوتك لتبرأ منها.

ثم عرج الدكتور عبد الله على محاولة ربط الوهابية بكل المنظمات الإسلامية المتشددة والتكفيرية والإرهابية، وضرب مثالاً بدراسة للسيد لوران بونفوا الباحث الفرنسي المقيم في صنعاء وعنوانها: (اليمن في محيطها الإقليمي) الذي يحاول أن يؤكد مقولة: سعودة الإسلام اليمني من خلال حركة مقبل الوادعي، حيث يقوم الأخير بدعم مالي ولوجستي ومعرفي سعودي لنشر الوهابية في اليمن، وقد فند الدكتور عبد الله أن الوادعي لا علاقة له بحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ويجب النظر لحركته من منظور أوسع حيث سيادة الإسلام السياسي على الفكر الديني عند شباب المسلمين في كل مكان.

وختم الدكتور عبد الله محاضرته بقوله: إن سبب ربط بعض المثقفين العرب والمسلمين والغربيين بين الوهابية والتشدد والتكفير، إنما يقصدون بوعي أو بدون وعي إلى اتهام السعودية كبلد وكنظام سياسي، وهم بهذا يتعرضون للمشروع السياسي السعودي غير المسبوق في تاريخ العرب المعاصر، ونبه الدكتور عبد الله إلى ضرورة تسمية الأشياء بأسمائها.

حضر حفل تكريم الدكتور عبد الله جمع غفير من الأكاديميين وغيرهم يربو عددهم على مائة، وقد استمتع الحضور بالمداخلات والأسئلة وأجوبة المحاضر، وفي الختام قدم الأستاذ نجيب الزامل درع المنتدى للضيف المكرم.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد