Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/04/2008 G Issue 12987
السبت 13 ربيع الثاني 1429   العدد  12987
سرد المدن في أدبي الأحساء في أمسيته الأولى

الجزيرة - جواهر الدهيم

نظم نادي أدبي الأحساء أمسيته الثقافية الأولى (سرد المدن) يوم الثلاثاء 2-4- 1429 هـ في قاعة المحاضرات بمقر النادي .. بدأت الأمسية بكلمة رئيس نادي الأحساء الأدبي الشيخ عبد الرحمن الملا الذي رحب بالحضور وبفارسي الأمسية، واستبشر بنادي الأحساء خيراً في انطلاقته الأولى في أمسية ثقافية تحاكي المدن وتناشد المعمار، في مشهد تعانقت فيه الكلمة الحرة ورواية المدن وما تحمله من أبعاد تناجي سرداً لا يتمثل في المدينة وما ترسمه من خرائط على جدران الذاكرة، بل كل ما تتركه من ذكريات كبلت الضمير ونثرت على رقاع الزمن لتبقى عالقة في عقارب الساعة حتى وإن توقفت الحياة.

أدار الأمسية أ. محمد الحرز (عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي) الذي عرّف م. د. مشاري النعيم الذي أمسك الرسن وانطلق في جولته ثم عرّفت أ. مليحة الشهاب من القسم النسائي أ. د. سعد البازعي الذي كان لحديثه شجون الحرف والمعنى، حيث غرق في تراب المدينة ليخرج الأموات من صمتهم في سرد مميّز لا يشبهه فيه أحد.

بعدها بدأت المداخلات من الجانب النسائي الذي شهد حضوراً كبيراً من عدد من المهتمات بالأدب والثقافة والأكاديميات والتربويات، حيث رحّبت د. إقبال العرفج رئيسة القسم النسائي بالنادي الأدبي بالمشاركين والحضور، وتمنّت أن تكون هذه البداية انطلاقة لأفق رحب نتنفس من خلاله هواء الثقافة والأدب في أحساء الخير .. كما كان للأستاذة فوزية مبارك الدوسري مشرفة اللغة العربية بمركز إشراف الهفوف وطالبة دكتوراه في جامعة أم القرى في مكة المكرمة حضور، حيث ذكرت أنّ الدلالات الإيحائية لمفهوم العتبات في نظر الناقد هل يتبع في الذات شيئاً من البحث عن تلك الذات التائهة بين ركام الموروث والرغبة العميقة في الانطلاق من بوتقة الموروث، وأضافت أن السوق لا قلب ولا عاطفة إنما هي نزعة مادية فأين نحن من العلاقات الحميمة والروابط الودية التي تربط ما بين قاطنيها في السوق القديم، فالعلاقات الشفافة والوشائج المتينة تربط ما بينهم بحيث البساطة والألفة، حيث كان الإنسان بكل ما يحمله من عمق هو الشعار السائد في ذلك المكان .. وأضافت إذا كان التحول في السوق تحولاً سلبياً فهلا استنطقنا جوانب الفكر كيما نقف على شيء من أسباب ذلك الاختلاف لاسيما أن مدينة الأحساء هي من تحتل تلك الخصوصية وتمتلك تلك الميزة دون غيرها.

كما عبّرت الشاعرة ينابيع السبيعي أن سرد المدن ما هو إلاّ بريد ينقلنا عبر الكلمات لتلك اللحظات التي عانقنا فيها شرفات التحوُّل بين الماضي والحاضر وما يتركه من ترسُّبات مختلطة بين وجع الغربة وحنين العودة وما تحمله المدينة من صخب ينتهي بهدوء مبدع.

ثم استبشرت الشاعرة الصغيرة هاجر الجغيمان بسرد المدن هطول المطر المنعش للآمال والأحلام المتعلقة بكل ما هو جميل فكراً ومشاعر، وتمنت أن تروي أمطار النادي الأدبي من خلال أنشطته ما بنفسها من تطلُّعات كبيرة تنهض بالأدب والشعر بشكل خاص، كما طالبت بتكثيف الأمسيات الشعرية التي اعتبرتها ربيع الروح، وأن يكون التركيز منصباً على مناقشة كتب أدبية ولغوية حتى ننهض بثقافة الكتاب وطرق التعامل مع المؤلّفات، وتمنت أن يتكفل النادي بإقامة دورات تدريبية وورش عمل تعنى بطرق الإلقاء والنطق السليم وكذا الخط، باعتبارهما الأنف الذي يتنفس منه الأدب بكافة فروعه.

كما عبّرت مديرة مركز الإشراف التربوي في المبرز الأستاذة نوال المذن عن سعادتها بأولى أمسيات النادي الأدبي وبهذه الحشود التي لبّت الدعوة الذي ينم عن وعي أدبي ثقافي ذي مدلولات واضحة على أن النادي يسير في الطريق الآمن والأمثل نحو النجاح والاستمرار.

كما عبّرت رانيا عمر بن دهيش محاضر قسم اللغة الإنجليزية كلية التربية بنات بالأحساء بأنها سعيدة بهذا الاختيار الموقف خاصة مع وجود الدكتور سعد البازعي الذي يعتبر مملكة في النقد، كما انتابها شعور متفائل لمصير النادي في الأيام القادمة، كما تمنت أن يهتم النادي الأدبي بالمقارنات بين اللغات والعمل على مقاربة الأدب. وذكرت سارا عمر بن دهيش طالبة سنة رابعة قسم اللغة الإنجليزية جامعة الملك فيصل، أنها استمتعت بالأمسية وذكرت أن الدكتور سعد البازعي يتميز في النقد والرواية مما جعلها تدرك أن هناك رابطاً بين العمران والهوية، كما شددت على وجوب تكثيف الأنشطة والبرامج التي تنهض بالنادي وتحرض على الثقافة والاطلاع، خاصة أن النادي وليد ويحتاج إلى من يرعاه حتى يقف على قدميه بكل قوة وصلابة.

بعد ذلك ختمت الأمسية بمثل ما بُدئت به بشكر المشاركين والحضور ثم كرم رئيس النادي الأدبي الشيخ عبد الرحمن الملا فارسيَّ الأمسية وسلَّمهما الدروع التذكارية في عرس وليد تلاقحت فيه الأفكار وأنجبت واحدة من الأماسي المميزة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد