بين يديَّ العدد الجديد والسادس من مجلة (ترحال) التي تصدر كل شهرين عن الهيئة العليا للسياحة وتضعُ بين صفحاتها كل ما هو جدير بالسياحة في المملكة.
وحقيقةً فقد كنتُ أنوي الكتابة عن المجلَّة منذ عددها السابق ولا أعلم سبباً أشغلني عن الكتابة عنها رغم أنها لفتت انتباهي. كثيراً..
المجلة في حقيقة الأمر مرجعٌ يستطيعُ الباحث خلالها والمطَّلع أن يعودَ لها كلما احتاج معلومة، وعلاوة على ذلك فهي تستحق (الاقتناء) نظراً للاحترافية الكبيرة التي ظهرت عليها من ناحية الإخراج وتنسيق المواضيع ونوعيتها إضافة للصور التي امتازت هي الأخرى بجمالها ودقتها المتناهية وحُسن زواياها وأسوق كلامي على الأبواب والصياغة والألوان ونحوها، بل إنني لم أجد فيها ما يستحق النقد السلبي.
ومثل هذا المشروع يجبُ العناية به كثيراً وتطوير مستوى الأداء فيه واحتضانه واختياره ليكون أحد المراجع المهمة التي يحتاجها المواطن والمقيم في الداخل والزائر من خارج المملكة، بحيث يتم توزيعها على السفارات والقنصليات الأجنبية لدينا وكذلك توزيعها لسفاراتنا في المعمورة، كما أنني أقترح أن تكون هذه المجلة متواجدة على جميع رحلات الخطوط السعودية الداخلية منها والدولية وخاصة الأخيرة.
هذه المجلة (كسرت) حاجز الرتابة في الإصدارات الحكومية وخرجت للقارئ معتلية حواجبه مظاهر الدهشة الممزوجة بالفرح ولسان حاله يقول: (معقول؟ وهل لدينا مثل هذه المواقع السياحية ولم نعلم بها)؟.
أتمنى ألا يذهب أحد منكم بعيداً ليعتقد بأنني على معرفة بأحدٍ في المجلة أو الهيئة والحقيقة أنني لا أعرف فيها أحداً بل لا أعلم حتى أين تقع، ولكن المجلة استطاعت أن تجذبني كثيراً وأبَتْ إلا أن أكتب عنها بكل حب وتقدير.
مثل هذه المجلات أعتبرها واجهة عن بلدٍ مترامي الأطراف مليء بالمناطق السياحية التي يحتاجها أبناؤها والقادمون من الخارج وحتى وإن وصلت متأخرة فهذا لا يهم.. المهم أنها وصلت.
ومثل هذه المطبوعات مهمة جداً كمادة دعائية ملموسة (تفاخر) بها خاصة وأن المعلومات المتوفرة عند القادمين إلينا (ضعيفة) جداً إن لم تكن معدومة بل إن من أبناء المملكة من لا يعرفون تلك المناطق وربما ينكر وجودها سوادهم الأعظم وانحصرت معرفة البعض بالثمامة في الرياض والسودة في عسير والهدا في الطائف ومدائن صالح فقط.
تحية أسوقها مليئة بالتقدير للأمير سلطان بن سلمان ولزملائه في الهيئة العليا للسياحة متمنياً لهم التوفيق في مسيرتهم التي بدأت تؤتي أكلها وتجني ثمارها. ولترويج سياحي أكثر فعالية في الفترة القادمة.
fm248@hotmail.com