في الحياة يجب ألا يطغى جانب على جانب، بمعنى ألا تهتم بشيء على حساب شيء آخر، لأن ذلك يعني التقصير بل وأحياناً الشقاء!.

وهذا كما يتم في أبسط الأشياء. يجب أن يتم في أهم الأشياء!.

مثلاً أنت عندما تشتري (سيارة) فمن الخطأ أن تركز على جوانب في هذه السيارة وتترك جانباً آخر لأنك عندها ستكون الخاسر عندما تجد فيها مواصفات غير مناسبة لك فلا تستخدمها وفي أقل الأحوال قد تملّ منها وربما تبيعها بخسارة!.

بل الأمر يصل إلى الجانب الديني إذ لا يجوز أن تهتم بعبادات ربك وتهمل التعامل مع عباده فتسيء إليهم وتظلمهم.

لقد قرأت قصة مؤثرة أوردها الزميل د/ خالد المنيف محرر الصفحة المخضّبة بالأمل (جدَِّد حياتك) بهذه الصحيفة وأنقل هذه القصة بتصرف، إذ يروى أنه كان هناك صاحب قصر كبير اختار أحد الأشخاص مديراً لقصره لكن أراد اختباره فطلب منه أن يتجول ويطلع على كافة غرف وصوالين وأفنية القصر ليتعرف عليه، وأعطاه إناء فيه قطرتان من الزيت وطلب أن يحمله وهو يتجول بالقصر وأن يحافظ على نقطتي الزيت لكيلا تنسكبا على الأرض، وفعلاً بدأ هذا الشخص يدور قبل مباشرة العمل على القصر وقلبه وعينه على قطرتي الزيت، وعاد بعد الجولة والقطرتان في الإناء لم تنسكبا فسأله صاحب القصر: هل رأيت المكان الفلاني، هل رأيت بركة السباحة وهل وهل.. وكان الرجل يجيبه بلا كلما سأله، علل ذلك بأن تركيزه كان منصباً على قطرتي الزيت خشية السقوط، فقال له صاحب القصر الحكيم: أنت لا تصلح لإدارة القصر فأنا أريد مديراً لا يهمل أمراً في سبيل الاهتمام بأمر آخر،

وبعد: إن الحياة -وليس هذا القصر فقط- لا يمكن أن تسير إذا لم يعط الإنسان الانتباه لكل شيء يمارسه في حياته.

***

نشرة الأخطار!..

** أعتقد أن هذه أنسب تسمية (لنشرة الأخبار) فهي (نشرة أخطار) كما أطلق عليها ذات مرة أستاذنا سعد البواردي!.

إن هذه (النشرات العربية) تتراوح أخبارها بكل أسف ما بين حروب وقتال وفيضانات وحرائق إلى آخر مصائب الدنيا.. وكأن هذا العالم -والعالم العربي على وجه الخصوص- على كف عفريت!.

إذا أردتَ أن تستريح ذلك اليوم فلا تسمع نشرة أخبار، وإذا أردت أن تنام نوماً هنيئاً في تلك الليلة فلا تقرأ الصفحات الأولى بالصحف..!.

و(ياعين هلِّي صافي الدمع هلّيه)!.

***

الجمال والحسن المسروق!..

** ما أحلى الشعر والكلام الجميل، إنه ينقلك من رتابة الواقع ومرارة الأحداث وشراسة الحياة إلى فضاءات بهية من الجمال والجلال والخيال.

اقرؤوا معي هذا البيت البديع الذي جاء جماله من خياله ومن تحليقه في سماوات الحب وآثار الحبيب:

(أرى أثراً منها بعينيك لم يكن

لقد سرقتْ عيناك من وجهها حسنا)

ترى:

أين هذه المرأة الحبيبة التي توزع الجمال!

أحسب -عندما توجد مثل هذه المرأة- أن كثيراً من عيادات التجميل ستغلق أبوابها!

لكن لعل (الحسن المسروق) من الجميلة هو حسن وجمال ينعكس على المشاعر ولا يرتسم على الأجساد!

***

آخر الجداول

* أبيات مؤثرة يجسد فيها الشاعر الرصافي حال أرملة فقيرة: