قارن مصطفى صادق الرافعي 1880-1937م - رحمه الله - بين قول العرب ترجمة عن أزدشير: (القتل أنفى للقتل) والآية القرآنية (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ)، وأثبت من وجوه متعددة بلاغة الآية الكريمة وتفوقها مبنى ومعنى.
** لا جدل لولا أنه كان يجادل من ادعى أفضليّة المقولة على النص المقدّس، وقد أفاض صاحب (راية القرآن) بما لا مزيد متبعاً ما كتبه الأوائل من أمثال (الرماني والعسكري والخفاجي والثعالبي) وهو مبحث يطول؛ لنبقى مؤمنين أن الحياة هي المدار وليس القتل، والعدل هو المرتكز دون النفي.
** صدق اللهُ، ووعينا زمنا نخرج فيه من الجامع الكبير إلى (المجلس) في عنيزة، و(الصفاة) في الرياض، ونرى (المسيئين) يُقادون بأفعالِهم، والمحسنين يطمئنون لمآلهم، وحين نسمعُ عن خارجين على السلوك العام - بدرجات الخروج كلها - ننتظر أياما ليشهد العقوبة بعدها طائفة من المؤمنين.
** واليوم بدأت الصحف تتنافس في نشر الجرائم المرعبة، ما أشاعَ الشكّ والقلق والخوف دون أن يُوازي ذلك نشاط مشابه في نشر أخبار العثور على الفاعلين وتطبيق الحدود بحقِّهم.
** ومع أن بعض المنحرفين في قضايا الاختطاف والاغتصاب تحديداً يدينون أنفسهم بأنفسهم عن طريق التصوير بما لا يُحتاج معه إلى مثل شهادة (زياد بن أبيه في المغيرة بن شعبة) - كما تروى -، إلا أننا لا نرى ما يتم بشأنهم، مع أن إشهار العقوبات بحقّ الجانحين فريضةٌ شرعية ومطلب اجتماعي.
* القصاص حياة.
Ibrturkia@hotmail.com