يُحكى أن رجلين لديهما أفضل أنواع المناشير، ولديهما نفس القدرة على التحمل، كانا ذات يوم يتجولان في الغابة، الرجل الأول يعرف نوعية الأشجار التي يريد قطعها، والآخر لم يكن على دراية بنوعية الأشجار، جميعهما يمتلكان قدرات رائعة، فالأول ممسك بزمام الأمور لأنه يعرف ماذا يريد، والآخر يقف بوسط الغابة ولا يعرف ماذا يريد!!!
إن قدراتك الفعَّالة تكون غير مجدية ما لم توظّف في الوصول إلى الهدف، فالهدف: هو تحقيق الذات، أي هو العمل الذي ترى فيه نفسك التي تتخيلها وتتصورها، فالأشخاص الناجحون هم من يسعون جاهدين بكل قوة لمعرفة أهدافهم الحقيقية ورغباتهم التي من شأنها أن تعلو بهممهم وترفع من طموحهم، فالإيمان بالهدف والتطلع إليه يرتقي بهما إلى الروح ويحفزان المعنويات التي ينشأ عنها السلوك. والعقل اللاواعي يعطي معلومات بشكل متواصل بالطريقة التي تحركنا باتجاهات معينه، وحتى على مستوى اللاوعي، فإن العقل يحرّف ويحذف ويعمم، لذا فقبل أن يعمل العقل بفعالية علينا أن ننمي إحساسنا بالنتائج التي نتوقع الوصول إليها ويُسمي ماكسويل مالتز هذه العملية ب(الانضباط النفسي) وعندما يكون لديك هدف محدد، فإن العقل يركز عليه حتى يحققه، إما إذا لم يكن لديك هدف محدد، فإن طاقته تتشتت. فعندما تسعى وراء تحقيق الهدف، فإن ذلك يعني أنك تقوم بالعمل الذي تجد نفسك فيه، إذاً ستعطيه أكبر قدر من الاهتمام الذي سيعود عليك، وعلى الأشخاص من حولك، بالفائدة الكبيرة، فإذا استطعت تحديد هدفك الأساس قم بترتيب جميع أعمالك بحيث تتوافق مع هذا الهدف، فالنجاح أشبه ما يكون بسلم كل درجة منه تُمثّل هدفاً.. وهذا السلم مستمر بحيث لا ينتهي عند هدف معين، فالأمر لا ينتهي أبداً؛ فهناك دائماً الهدف التالي. يبقى السؤال ماذا أريد أو ما هو هدفي؟! لكي نحدد ماذا نريد؟.. هناك وصفة سوف أتطرق إليها في المقال القادم - بإذن الله -، وحتى ذلك الحين، أخي القارئ، عزيزتي القارئة، رعاك الله وحماك.
ومضة:
(النجاح الوحيد في الحياة هو أن تستطيع أن تحيا حياتك بالطريقة التي تريدها).
أسماء السلمان
w-asoom@maktoob.com