كل من بحث عن الشهرة الحمقاء المتعجلة المتهورة، سولت له نفسه الأمارة بالسوء القيام بمنكر قبيح مثير للسخرية والاستهجان، دون روية أو تعقل أو مراعاة لضمير أو أخلاق، متناسياً أن انتقام الله وعقابه آتيان لا محالة إن عاجلاً أو آجلاً، في المصير الدنيوي أو الأخروي بأشكال متعددة ومتنوعة.
وقد ساهمت الوسائل الإعلامية المعاصرة ووسائل الاتصال السريعة في المساهمة بكشف طلاب الثراء السريع والشهرة الزائفة، وهذا مما يحقق لهم سرعة الحصول على أحلامهم الدنيئة، جاهلين أنما هي آمال سريعة الزوال، ممحوقة المكاسب، وستكشف لهم الأيام ذلك.
وقد أثبتت الأحداث التاريخية صدق هذه النتيجة الحتمية، فكم من دول بأكملها زالت وكم مشاهير لعنهم التاريخ وطردوا من سجلاته الناصعة إلى حيث قمامته المنتنة، والأمثلة أكثر من أن تذكر، لكن كثيراً منها لا يخفى على أولي الألباب.
ومن أصحاب المكاسب الخاسرة المعاصرة: بعض الدول الأوروبية التي كان كثير منا ينظر إليها بإعجاب ومسالمة وربما مودة، وعلى حين غرة ظهر منهم عنصر الغدر المتكرر بين الفينة والأخرى عبر الحقب التاريخية، والأعجب وليس هذا بعجيب إلا على من ارتضى لنفسه خسران الدارين، هو تعاضد تلك الدول في سب نبي من أنبياء الله بشرت به كتبهم ورسلهم - عليهم السلام -، بحجة شيطانية واهية وهي حرية الفكر، فلماذا إذن لا تظهر تلك الحرية المزعومة عند ذكر المحرقة الهتلرية الشهيرة لليهود؟! بل هي المراعاة لجناب الصهاينة المتباكين منها إلى الآن.
كل ذلك كان مبدؤه طلب صحيفة دنماركية مغمورة للمزيد من الشهرة والمكاسب، تؤججها مشاعر الحقد والكره من مجتمعات تنادي زوراً بالإنسانية والعلمنة والحرية والسلام، ولكنها تريده من (طرف واحد مرغم) فحسب !؟ بيد أننا نبشرها سلفاً بأنما هي مكاسب خاسرة، فقد أكد الخالق سبحانه أن مبغض محمد - صلى الله عليه وسلم - هو المقطوع الخاسر، وذلك في آية إعجازية باقية بقاء الحياة، حينما نبأه ونبأنا جميعاً بقوله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (3) سورة الكوثر.
فها هي المواقع الإسلامية النبوية تزداد، ثم ها هي دراسة سيرته الشريفة يعاد التأمل فيها بحب وإعجاب واقتداء؛ لأن {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}، ولكن موطن العجب الأكبر حينما تصدر مثل تلك التصرفات الأجنبية الظالمة (أخطاء مشابهة ممن ينتمون للإسلام )فيتجرؤون على نبي الهدى طلباً لملء الأرصدة ونفخ الجيوب سريعا كسرعة هذا العصر، مثل تلك (الكويتبة العربية) التي ألفت كتابا يتجرأ على نبيها العظيم ويطعن في رمز ديني كبير، وذلك بدءاً من عنوانه المخل بالأدب والأخلاق.
ولكن الله قيض لها من يوقفها عند حدها (ويصادر كتابها من المحتسبين)، فليت هذا التصرف الجهادي القدير يستمر تجاه كل من يود أن يفرض علينا غثاءه وقذفه بدءا من العناوين اللافتة القاذفة للأعراض الجماعية سواء في مجال الرواية أو القصة أو الكتاب أو المقال، دون تروّ أو علم بحجة حرية الفكر، وهو في الواقع إضلال للفكر واستهزاء بالعقل، وذلك هو الخسران المبين على فاعليه قبل سواهم.
g-al-alshaikh12@gmail.com