تلقيت شاكراً إهداءً جميلاً من أبناء الشيخ عثمان الصالح - رحمه الله -، وكان هذا الإهداء الجيد طي رسالة رقيقة بعثت من مؤسسة عثمان الصالح الخيرية للثقافة، ومما تضمنته الرسالة الرقيقة نتشرف بإهدائكم سجل (رثاء وذكرى) الذي جمع بين غلافيه، إضافة لما سطره قلمكم البليغ، ما كتبه وعبر عنه رجال أكارم، ونساء كريمات في رثاء الوالد عثمان الصالح - رحمه الله وأموات المسلمين - وقد رأى القائمون على مؤسسة عثمان الصالح الخيرية للثقافة توثيق المقالات رمزاً ملموساً للشكر والتقدير، ومرجعاً لكلمات بليغة فاضت بمشاعر سامية، وحوت معلومات مهمة، حيث يستطلع القارئ في المقالات وبين سطورها أخلاقاً كريمة، ولمحات من تاريخ وذكرى مرب فاضل.
هذا جزء من الرسالة، وأظن أن في نشرها تعريفاً بفحوى ومضمون الكتاب المهدى، وهو جهد من أبناء أوفياء لرجل يستحق الوفاء والتقدير، وفي هذا الكتاب تكريس لمفهوم الوفاء، فحين سجلت أقلام ولاة الأمر، والعلماء، والفضلاء من كتاب، وأدباء، وإعلاميين، تقديرهم وثناءهم على الشيخ عثمان الصالح - رحمه الله - لم يفت هؤلاء الأبناء البررة أن يوثقوا هذه المحبة لوالدهم في كتاب تتوزع في أسطره وحروفه عناوين المحبة والوفاء، وكأني بأبناء الشيخ يتمثلون قول الشاعر: (والذكر للإنسان عمر ثاني).
نعم لم يمت عثمان الصالح حينما لم يمت ذكره، وسيبقى بعد أن ذكره الناس في تأبينهم، وتعزيتهم، وبقي بعد أن خلد أبناؤه الكلمات الطيبة في حق والدهم الطيب الذكر رحمه الله. وإذ أشيد بهذا الجهد الذي حوى مشاركة أكثر من مائتين من المحبين من مختلف المستويات، فإني أثني بالتقدير على تكوين مؤسسة عثمان الصالح الخيرية للثقافة، وقد أحسن الأبناء اختيار العمل الخيري الذي كان محبباً للفقيد - رحمه الله -، وللثقافة أيضاً، ويكفي أن أقول: إنَّ مجلس الشيخ الأدبي، وصالونه الثقافي هو من أوائل المجالس الأدبية في الرياض، بعد مجلس الشيخ عبدالعزيز الرفاعي، والأستاذ باجنيد، والدكتور عشقي.
وأتمنى من أبناء الشيخ، ومن زملائه التربويين أن يسارعوا إلى القيام بدراسة وافية للمنهج التربوي للشيخ عثمان الصالح، لاسيما وأنه كان في المرحلة الانتقالية من الأسلوب القديم في التعليم (الكتاتيب)، إلى الأسلوب الحديث، ولاسيما في نجد، وكيف أضحى معهد العاصمة النموذجي مؤسسة تربوية لاتزال مرافقها وآثارها التربوية شاهدةً على الجهد الذي قام به عثمان الصالح - رحمه الله -.
alomari1420@yahoo.com