جازان الجزيرة
طالب تربوي متخصص بإنشاء معهد يُعنى بالقرآن الكريم وعلومه، مع ضرورة الحرص على العناية بتأهيل وتدريب معلمي وإداري حلقات تحفيظ القرآن الكريم وفق حاجة ومتطلبات الميدان، والإفادة من التقنية الحديثة في جميع أعمال الحلقات. وشدد مشرف التربية الإسلامية في مركز الإشراف التربوي بأبي عريش بمنطقة جازان، الأستاذ حسن بن أبكر خضي -في بحث تربوي على أهمية الاختبار الجيد لمعلمي حلقات التحفيظ من ذوي الكفاءات العالية علمياً وتربوياً، وكذا ضرورة إبراز الهدي النبوي في التعليم القرآن وما سار عليه السلف الصالح، وتأصيل فن إدارة الحلقات والمؤسسات القرآنية، والعناية بالعمل المؤسسي في الجمعيات الخيرية بوجه عام.
واستعرض حسن خضي في بحثه التربوي -الذي كان عن أهمية المهارات في إدارة حلقات تحفيظ القرآن الكريم- بعض المفاهيم الإدارية في إدارة الحلقات، والمقومات الأساسية لإدارة الحلقات من أجل التعرف على معنى المهارة الإدارية والتعليمية ومتطلباتها، وتحديد أهم أركان الإدارة الفاعلة وأساليبها والعقبات التي تعترض طريقها، وتحديد المقومات الأساسية لإدارة الحلقات، كما استعرض في دراسته التي وجهها لمديري الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، والمشرفين في الحلقات والمدارس القرآنية، والمعلمين في الحلقات والمدارس القرآنية، الجوانب النظرية ومناقشتها على أساس العرض التدريبي وتخصيص جزء من الوقت للنشاطات التجريبية، والجوانب التطبيقية.
واستشهد خضي بقول الله تعالى: (الرَّحْمَنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ* خَلَقَ الإِنسَانَ* عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)(1- 4) سورة الرحمن. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وقال عليه السلام: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)، وقال الباحث: إن هذه النصوص الربانية والتوجيهات النبوية الكريمة هي مشعل نور ودلالة هدى تسير عليها العملية التربوية والتعليمية في حلقات القرآن، فيجب تعلم القرآن الكريم، وفهم معانيه وتدبره، وكان الذين يعلموننا القرآن يقولون: كنا لا نتجاوز عشر آيات حتى نتعلمها ونعمل بها فتعلمنا العلم والعمل جميعاً، لذا كان من الأهمية بمكان العناية بالحلقات القرآنية تحت إدارة ناجحة وبخاصة في الوقت الحاضر بسبب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية، ولهذا السبب الكل يسعى وراء التغيير والتطوير والإبداع في العمل المؤسسي حتى نصل إلى إتقان العمل وتجويده، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).
وأبان مشرف التربية الإسلامية في مركز الإشراف التربوي بأبي عريش أنه لهذا الغرض الرئيس جاءت هذه الرؤيا لتقدم مجموعة من المفاهيم والأسس والمهارات المتعلقة بإدارة الحلقات، داعياً إلى أهمية إجادة المتدرب مهارات إدارة الحلقات وفق المفاهيم والضوابط التربوية، وأن يمارس المتدرب التعامل التربوي مع كافة العاملين في الحلقات القرآنية، وأن يحسن المتدرب تقييم المستفيدين من الحلقات القرآنية لتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات.
الجدير بالذكر أن محاور البحث تركزت على مفاهيم إدارية في إدارة الحلقات القرآنية، والمقومات الأساسية لإدارة الحلقات القرآنية، والمهارات المطلوبة لإدارة الحلقات، ونماذج تطبيقية في التعامل مع المشكلات، تجارب ناجحة من الميدان في إدارة الحلقات.