كتب تشارلز كروثامر مقالاً نشرته صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان (كذبة كبرى)، تحدث فيه عن تصريح السيناتور الجمهوري جون ماكين من قبل حول مدى بقاء القوات الأمريكية بالعراق.
وكان السؤال الذي وُجه إلى ماكين يلمح إلى إمكانية بقاء أمريكا بالعراق لـ50عاماً قادمة، فما كان من ماكين إلا أن أجاب (اجعلها مائة)، قبل أن يُقَدم تفسيراً لقوله بأن أمريكا موجودة في اليابان منذ 60 عاماً وفي كوريا الجنوبية منذ 50 عاما، لذا فلن يضير أمريكا أن تبقى بالعراق لحفظ الاستقرار بعد انتهاء الحرب طالما أن القوات لا تتعرض لأي أذى، وأنه لا يمانع في وجود قوات أمريكية في كل مناطق العالم المتوترة.
ويوضح الكاتب أن الوجود الأمريكي بالعراق لن يكون الأول لها في المنطقة، فالقوات الأمريكية مازالت بالكويت بعد 17 عاماً من تحريرها، ولم يطالب أي من أعضاء الحزب الجمهوري أو الديمقراطي بسحب القوات منها، والسبب هو أن الوجود الأمريكي يساهم في دعم استقرار منطقة الخليج العربي والدول العربية به.
وبالنسبة للبقاء بالعراق فالأمر لن يختلف كثيراً، إذ إن الوجود الأمريكي بالعراق سيسهم في تعزيز الاستقرار بالمنطقة ويعزز العلاقات الأمريكية مع الدول العربية، حسبما تنبأ الجنرال ميريل ماكبيك في الأسبوع الأول لغزو العراق.
ثم يناقش الكاتب عدة آراء حول الوجود الأمريكي الذي يرى البعض أن أهميته لا تضاهي النفقات المالية التي ستتكبدها أمريكا بسببه، والبعض الآخر يرى أنه من الأفضل دعم الوجود الأمريكي بالكويت لأنه سيكون أقل خطورة، وهي النقطة التي قد تكون مفيدة أثناء مناقشة وضع القوات الأمريكية مع الحكومة العراقية.
ثم يوضح الكاتب أن الديمقراطيين لا يهتمون بمثل تلك المناقشة وإنما باستغلالها في إسقاط ماكين، ولذا يواصلون التحدث عنها كما لو كان ماكين يريد البقاء لمائة عام بالفعل حتى يمكنهم استخدام مخططات ماكين للأمن القومي ضده.
ويختتم الكاتب مقاله بتعليق مؤسسة أنينبرغ لتقصي الحقائق السياسية بقولها (اتهام اللجنة الديمقراطية الوطنية السيناتور ماكين بأنه يرغب في شن حرب بلا نهاية لأنه يدعم الوجود الأمريكي بالعراق على غرار الوجود الأمريكي بكوريا الجنوبية كذب وبهتان).
تشارلز كروثامر /نقلا عن صحيفة واشنطن بوست