Al Jazirah NewsPaper Friday  18/04/2008 G Issue 12986
الجمعة 12 ربيع الثاني 1429   العدد  12986
(سبق تجريبه على مدار الزمن)

كتب ديفيد بروكس مقالاً نشرته صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان (سبق تجريبه على مدار الزمن)، دافع فيه عن السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي اتهمه منافسه الديمقراطي باراك أوباما بأنه (عازم على تطبيق أربع سنوات أخرى من سياسات بوش الفاشلة).

ويرى الكاتب أنه من الطبيعي أن يكرر أوباما ما يريد أتباعه سماعه منه كرجل سياسة، لكن من العدل أن يعيد الناخبون قراءة ثلاثة خطابات لماكين قبل تصديق ما يقوله أوباما. ثم يستعرض الكاتب الخطاب الأول الذي ألقاه ماكين عام 1983م، وهو بعد مبتدئ بالسياسة، حين كانت إدارة الرئيس ريغان تريد الحصول على موافقة الكونغرس على نشر قوات المارينز الأمريكية في لبنان إبان الحرب الأهلية بها.

ولكن ماكين رفض معللاً ذلك بأن القوات الأمريكية لن تستطيع توحيد وتهدئة المجتمع اللبناني الذي كان منقسماً حينها، كما أن الجيش اللبناني لم يكن قادراً على طرد القوات السورية، والقوات الأمريكية لم يكن بإمكانها إرهاب السوريين وإجبارهم على التفاوض.

لذا رأى ماكين أنه كلما امتدت فترة التواجد الأمريكي كلما ازدادت صعوبة الخروج من لبنان، ولا سيما في ظل عدم وجود أهداف يمكن تحقيقها.

ويصف الكاتب ذلك الخطاب بأنه لا يعكس شخصية من يرى القوة العسكرية قادرة على حل جميع القضايا.

ثم في الخطاب الثاني الذي ألقاه ماكين عام 2003م لينتقد فيه تطبيق السياسة الأمريكية الموجودة بدءاً من تقديرات البنتاغون المبالغ فيها حول عدد العراقيين المدربين، إلى إرسال عدد غير كافٍ من القوات إلى العراق، حيث دعا إلى تطبيق إستراتيجية مكافحة التمرد كي تستطيع القوات الأمريكية تأمين المنطقة، كما انتقد غرور بول بريمر والسلطة المؤقتة التي تعتقد أن (الحكمة صناعة أمريكية وأن العراقيين هُزموا ولم يتحرروا).

وفي هذا الخطاب ما يدل على أنه رجل يُعَدل موقفه بناء على الظروف المحيطة، ويطالب حكومته بتعديل موقفها في سرعة.أما الخطاب الثالث فهو الذي ألقاه ماكين منذ يومين وكان خطاباً شخصياً وطموحاً كعادة خُطب مرشحي الرئاسة.

حيث رأى ماكين أن أمريكا لا تحارب الإرهاب فحسب، إذ أن العالم يشهد انقساماً بين الديمقراطية الليبرالية وتزايد الديكتاتورية؛ وفي هذا العالم يجب ملاطفة القوى المنافسة -مثل روسيا والصين وإيران- بسياسة.

كما أن أمريكا لم تعد القوة المسيطرة الوحيدة مع صعود نجم القوى الأخرى، لذا يدعو ماكين إلى إحياء السياسة الأمريكية القائمة على دور أمريكا كلاعب رئيس في المجتمع الدولي، مستشهداً بحقيقة أن أمريكا لم تستطع هزيمة الشيوعية وحدها وإنما عبر قيادتها للمجتمع الدولي.

ثم يحدد ماكين الأعمدة التي قد يرتكز عليها هذا النظام ممثلة في (عصبة الديمقراطية) التي تستطيع خلافة اتفاقية كيوتو في مجتمع خالي من الانتشار النووي، والذي يمكن الاعتماد عليه في نشر الاستقرار بآسيا والشرق الأوسط عبر تركيا والهند والعراق وإسرائيل.

ثم يختتم الكاتب المقال بقوله: إن ماكين قد أوضح في خطابه أن نقاش السياسة الخارجية في الفترة القادمة سيختلف تماماً عنه طيلة الستة أعوام الماضية، وعلى من يعتقد أن ماكين سيواصل سياسة بوش بذل مزيد من الانتباه.

ديفيد بروكس/ نقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد