تجاوبا مع قراء المقال والذي كان بعنوان (الموارد المالية للمطار) بتاريخ 28 ربيع الأول بالعدد رقم 12973 بعزيزتنا الجزيرة وتحدثت فيه بشكل عام عن أهم مصادر الموارد المالية بالمطار وهما المسافرون والطائرات وذكرت أن التناسب يكون طرديا بين زيادة الحركة الجوية والمسافرين من جهة ودخل المطار من الجهة الأخرى.
وحيث أن قراء المقال أشاروا إلى عدم تركيزي على مطاراتنا فإنني سأركز هذا المقال بإذن الله تعالى على مطاراتنا من الناحية الاقتصادية والموارد المالية لعلها تساعد في ترشيد اتخاذ القرارات وتفيد القراء وذوي العلاقة بالمطارات السعودية وقبل ذلك أود أن أشير إلي أن مطاراتنا المنتشرة في كل أنحاء المملكة لا يمكن الإشارة إليها في مقال واحد فكل مطار يحتاج إلى دراسة مستقلة تبين نقاط وأوجه الضعف بالمطار وكيفية علاجها وجوانب القوة وكيفية استغلالها على الوجه الأمثل. وهناك معلومات مهمة لابد من طرحها قبل البدء بالحديث عن أي مطار من مطارات المملكة وهو أن المملكة ولله الحمد تحتل موقعا استراتيجيا من الناحية الجغرافية فهي تقع بين آسيا وإفريقيا وأوروبا الذي جعل أجواء المملكة أجواء تجارية للطائرات العابرة من أوروبا وشمال إفريقيا إلى دول شرق آسيا. فإحصائية الهيئة العامة للطيران المدني لهذه الطائرات تجاوزت 12 ألف طائرة علما بأن هذه الإحصائية كانت عام 1999م وبنمو سنوي يتجاوز 3.5الجزيرة وهذا يعني أن إحصائية الطائرات العابرة حاليا استثمارها وخاصة تلك المطارات التي تكون معبر من معابر المملكة الجوية وتمر بأجوائها تلك الطائرات فمطار الملك فهد بالدمام ومطار حائل ومطار محافظة الوجه على سبيل المثال لا الحصر كلها تمتلك تلك المقومات الإيجابية. لكي تستفيد مطاراتنا من هذه الثروة الجوية بحكم الموقع الجغرافي للمملكة لابد من استقطاب الطائرات العابرة لهذه المطارات ولو على شكل ترانزيت لتكون هذه المطارات وبالذات مطار الملك فهد بالدمام بسبب كثافة تلك الطائرات وبسبب قدرة المطار على استقبال معظم أنواع تلك الطائرات وليكون لها بمثابة المحطة التي من خلالها تستطيع إعادة التزود بالوقود والخدمات الأرضية الأخرى أثناء رحلتها الطويلة إلى محطتها النهائية سواء في أوروبا أو شرق آسيا ولكن لابد لمطاراتنا أن تقدم التسهيلات النظامية والمالية لهذه الطائرات والخدمات ذات الجودة العالية وإعداد المطار وتهيئته ليتمكن من استقبال تلك الطائرات وبهذه الآلية نستطيع منع تسرب شركات الطيران إلى المطارات المجاورة والمنافسة لمطاراتنا وهذا هو توجه الهيئة العامة للطيران المدني.
www.mohammadaljabri@hotmail.com