في مرور الأيام عِبر وفي تغير أحوال الأحياء على سطح هذه الأرض وما يقع بهم وما يحصل لهم ما يدعو إلى النظر والتفكر ولا يخلو أحد من حوادث الزمن بين يُسر وعُسر وفرح وحزن.. الخ. سنَّة الله ولن تجد لسنَّة الله تبديلاً. |
|
هي الدنيا تقول بملء فيها |
حذار حذار من بطشي وفتكي |
أذكر هنا ما مر بي كغيري من وفاة أكبر الأبناء (خالد) بسبب حادث في أول شهر شعبان الماضي وهو في طريقه إلى صلالة فواللهِ إنَّ ألمَ الفراق لكبير ولا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه فهو الذي أعطى وهو الذي أخذ وبيده مقاليد السماوات والأرض وفيما حصل لسيد الأنام عليه الصلاة والسلام في فقد ولده إبراهيم تسلية للمبتلى حين قال (إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون). مشاعر الرحمة تتجلى وألم فقد فلذات الأكباد لا يُوصف بالكلام بل هو أحاسيس مؤرقة ونغص متكرر لا يزيله ولا يهون من بأسه إلا رجاء الثواب من الله الذي أعد للصابرين على البلوى أجراً عظيماً ووعدهم بالجنة ثواباً على صبرهم، فلله الحمد وله المنة على نعمائه ومقاديره. |
ولقد تذكرت أبي الحسن التهامي في مرثيته لابنه حين مات وكانت عاطفته صادقة وأبياته قوية ومؤثرة ومليئة بالحكمة وقد طلبه الحجاج ليذكرها له حين توفي ابنه حيث قال: |
حكم المنية في البرية جاري |
ما هذه الدنيا بدار قرار |
طبعت على كدر وأنت تريدها |
صفواً من الأقدار والأكدار |
ومكلف الأيام غير طباعها |
متطلب في الماء جذوة نار |
يا كوكباً ما كان أقصر عمره |
وكذا تكون كواكب الأسحار |
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت |
منقادة بأزمة المقدار |
وهلال أيام مضى لم يستدر |
بدراً ولم يمهل لوقت سرار |
أبكيه ثم أقول معتذراً له |
وفقت حين تركت آلام دار |
جاورتُ أعدائي وجاور ربه |
شتان بين جواره وجواري |
نسأل الله لأموات المسلمين الرحمة والمغفرة وأن يتغمدهم بفضله الواسع وجنته الوارفة وأن يجمعنا وإياكم والمسلمين في الفردوس الأعلى. |
|