وصلني عبر بريدي الإلكتروني رسالة تنظم لحملة مقاطعة شعبية لجميع المواد والسلع الغذائية مرتفعة الأسعار, هدف الرسالة تكوين تيار شعبي محلي يسعى إلى التعاون ودعم المتضررين من ذوي الدخل المحدود، ومواجهة عملية التضخم الاقتصادي التي تطوق الاقتصاد المحلي, عبر شبكة المستهلك الواعي الذي يستطيع مواجهة الغلاء الفاحش في السلع عبر المقاطعة.
وكما أعرف فهناك موقع إلكتروني للمقاطعة، يحاول أن يسهم في هذه الحملة، ويجعل لها أطر تنظيمية، وآلية عمل، من الممكن أن تجعل لها أثرا على أرض الواقع.
ومن هنا بالتحديد تبرز أهمية مؤسسات المجتمع المدني التي من الممكن أن تكون مظلة شرعية لمثل تلك الحملات، فعملية الجيشان العاطفي والشعبي الذي رافق التضخم المحلي، وغلاء المواد الاستهلاكية، من الممكن أن يجير لصالح المستهلك، إذا استثمر عبر القنوات السلمية العقلانية، التي تستطيع أن توازن الاتجاهات لما فيه مصلحة الوطن بشكل عام.
فهذا الزخم المتصعد المندفع بدلا من أن يتحول إلى نقمة متصلة، من الممكن أن يمتص عبر قوائم المقاطعة التي تحدد السلع ذات الأسعار المعقولة التي لم تصلها يد التجار الجشعة، والتي يستطيع المواطن الحصول عليها ضمن أسعار مدروسة.
في الأسواق الحرة والمفتوحة من الصعب على الجهات الرسمية أن تقنن وتضع الضوابط، ولكن من ناحية أخرى باستطاعة المستهلك أن يتفحص خياراته ويضبطها ويقاطع كل مستغل أو جشع، عبر حملة شعبية ينخرط فيها الجميع لتكبح جماح التضخم المحلي
أي ببساطة... قاطعوا، أوقفوا مواويل التشكي والتظلم والأنين... واستبدلوها بعمل مسالم إيجابي، يفعل الإرادة الإنسانية، ويجعل المستهلك أكثر سيطرة على خياراته... فقط قاطعوا... والموقع على الإنترنت متاح للجميع.
قاطعوا... وبما أننا في أرض المقاطعة, فقاطعوا أيضا برنامج (شاعر المليون) الذي لم أشاهد منه حلقة واحدة، لكن عرفت أن هناك حالة غضب شعبي عارمة ضده، نتيجة استبعاد المرشح السعودي عن المركز الأول.
مع شكوك كبيرة حول رصد عملية التصويت... هذا الغضب الشعبي يتطلب منا ببساطة أن نقاطع، الوجدان الشعبي المتضرر والمنهزم لابد أن يعلن موقفا... وموقفا واضحا بلا مواربة... السعودية هي الأخت الكبرى التي تمتد من المشرق للمغرب وهي القلب النابض للخليج بسكانها ومبدعيها، وشعرائها واقتصادها... وبرنامج شاعر المليون، ما كان سيأخذ مكانته وشعبيته والهالة الإعلامية الخارقة حوله دون السعودية وشعبها وتجارها الممولين لإعلانات البرنامج.
بدلا أن تتحول عملية السخط والغضب إلى فورة طفولية مؤقتة، لابد أن تواجه القضية بموقف سلمي ولكنه يعلن موقف حازم،... ببساطة.. قاطعوا.