تقرير - حازم الشرقاوي
تمثل تصريحات شركة زين للاتصالات الأخيرة المتعلقة بإصدار شريحة موحدة بين السعودية، الكويت، البحرين، الأردن، العراق، والسودان.. بداية حقيقية للمنافسة على المكالمات الدولية في المملكة، حيث من المتوقع أن تقابلها شركة الاتصالات السعودية بشريحة مماثلة إلى الكويت وماليزيا، أو تقدم عروضاً أكثر جاذبية من حيث الأسعار.
شركات الاتصالات ستبحث عن وسائل مناسبة للمحافظة على عملائها بالإضافة إلى جذب عملاء جدد لأن الشريحة الموحدة ستساعد بطريقة كبيرة في انتقال بعض المشتركين من مشغل إلى آخر حسب الخدمات والتسهيلات المقدمة للدولة التي تربطه بها مصالح أول هي مسقط رأسه.
وقد انفردت شركة الاتصالات السعودية بتشغيل خدمة الجوال بالمملكة في عام 1996م, وتعد شبكة الجوال أكبر شبكة GSM بالعالم العربي، حيث تغطي جميع المناطق المأهولة بالسكان تقريباً, والطرق السريعة ومعظم الطرق الفرعية. تدار هذه الشبكة بواسطة فريق من المهندسين والفنيين والإداريين السعوديين, ويقدم من خلالها العديد من الخدمات الأساسية والإضافية لعملاء الجوال وفق معايير ومواصفات عالمية.
وقد حرصت الشركة على مواكبة التطور العالمي لتقنية الهواتف النقالة الذي يتجاوز وظيفتها الأساسية كوسيلة للاتصال الصوتي فقد تم الدخول إلى عالم واسع من التقنيات المختلفة والمتقدمة في ميدان الاتصالات كعالم المعلومات والاتصال المرئي.
وبذلك فإنها تقدم العديد من الخدمات الإضافية التي تعتمد على هذه التقنيات الحديثة وتساهم في توفير كل ما هو جديد ومفيد لعملائنا، كما أنها تقدم العديد من البرامج التي تسهم في المحافظة على عملائها والاعتناء بهم.
من أولويات الجوال مواكبة التطور والسعي دوماً لتعزيز النهضة التقنية في المملكة, مستخدمة كافة طاقاتها البشرية والمادية التي تضمن تقدم مسيرة ونهضة الاتصالات وتقديم ما هو جديد ومفيد لتصبح من أكفأ مشغلي الهواتف النقالة على مستوى العالم, معتمدة بذلك على المصداقية المتناهية والشفافية العالية لخدمة عملائها.
وكانت شركة زين تأسست عام 1983م تحت اسم شركة الاتصالات المتنقلة في الكويت M T C، وكانت أول شركة مساهمة للاتصالات المتنقلة في منطقة الشرق الأوسط يملكها القطاع الخاص.
ومنذ أن تولى قيادتها الدكتور سعد البراك عام 2002م بدأت مرحلة من النمو باتفاقية العلامة التجارية مع شركة فودافون العالمية وفي عام 2003م تبنت سياسة التوسع الخارجي وأطلقت ما يسمى بالرؤية 3?3?3 التي تهدف إلى أن تصبح الشركة، مشغلاً إقليمياً في السنوات الثلاث الأولى، وفي السنوات الثلاث الثانية مشغلاً دولياً، وفي السنوات الثلاث الأخيرة مشغلاً عالمياً.
وفي أقل من السنوات الثلاث الأولى توسعت الشركة ووصلت خدماتها إلى ست دول شرق أوسطية عربية بالإضافة إلى السعودية، هي: الأردن، لبنان، البحرين، العراق، الكويت، والسودان، ثم انتقلت إلى إفريقيا لتغطي خدماتها 14 دولة من خلال استحواذها على شركة سيلتل صاحبة الخبرة في الأسواق الإفريقية.
وهي موجودة في 22 دولة وتغطي خدماتنا مساحة من الأرض يسكنها ما يقارب نصف مليار نسمة من البشر، وأصبحت رابع أكبر شركة اتصال في العالم من حيث الانتشار الجغرافي بعد (فودا فون)، و(تليفونكا الإسبانية)، ثم (هاتشيسون). وخلال هذا النمو السريع زادت حصة الشركة في بعض الدول.
ويأتي دخول السوق السعودية خطوة مهمة وأساسية في إستراتيجية الشركة لأهمية المملكة الاقتصادية والدينية والإقليمية، وقد خططت الشركة وعملت على دخول السوق السعودية وحصلت على الرخصة الثالثة وتشغيلها وفقاً للمعايير الاقتصادية والتجارية السليمة.
توقعات الخبراء
من جهة أخرى توقع خبراء في قطاع الاتصالات أن يشهد الربع الأخير من العام الجاري 2008م منافسة حادة في الاتصالات وخدمات المعطيات، وذلك نتيجة اتساع نطاق عملية تحرير القطاع في المملكة بعد منح تراخيص لمشغلين جدد وهم: شركة زين للاتصالات لتكون المشغل الثالث في الاتصالات المتنقلة، وثلاث شركات متخصصة في الاتصالات الثابتة: الاتصالات الضوئية، عذيب، المتكاملة..
وقالوا: بدأت الشركات الجديدة تلقي بظلالها قبل طرح خدماتها حيث تشهد الاتصالات الثابتة تغيرات واضحة في الأسعار، ويتم طرح عروض تصل إلى 50%، مع قيام شركة الاتصالات السعودية منذ أيام بتقديم المكالمات إلى جميع المدن دون رسوم مقابل اشتراك شهري فضلاً عن العروض المقدمة على خدمة DSL التي انخفضت بأكثر من 60% خلال أشهر معدودات.
وأضافوا: كل ذلك حدث قبل دخول المشغلين الجدد، لكن ماذا سيحدث بعد طرح خدماتهم والسعي للحصول على حصة مناسبة من هذا السوق الضخم.. الذي بلغ حجم الإنفاق عليه نحو (37.5) مليار ريال العام الماضي؟..
وكان أبرز المنفقين شركة الاتصالات السعودية وشركة موبايلي وشركة الاتصالات المتكاملة وشركة بيانات الأولى.. ومن المتوقع أن يرتفع إلى 55 مليار ريال خلال 2010م مدعوماً بدخول الشركات الجديدة التي سبق ذكرها، وكذلك وسط وجود توقعات بحدوث نمو في الاقتصاد السعودي وارتفاع في الناتج القومي إلى 414 مليار دولار في العام الجاري 2008م، وارتفاع دخل الفرد إضافة إلى وجود هامش كبير لتسويق خدمات الإنترنت التي لا تتوفر بشكل كبير وتعاني من بطء شديد مقارنة بالدول المجاورة.
وعلاوة على ذلك تعاني خدمات الهاتف الثابت من نقص شديد حيث تمثل المنازل التي تتوفر بها خدمة الهاتف الثابت نسبة 68% من إجمالي عدد الوحدات السكنية في عموم المملكة..
ومجموع الخطوط الثابتة في المملكة يُقدر بحوالي 4 ملايين خط ثابت بنسبة نفاذ تتعدى قليلاً 16%.. ويبلغ متوسط إنفاق الفرد في السعودية على خدمات الاتصالات بشكل عام حوالي 420 دولاراً شهرياً بينما يبلغ عائد الشركات من الفرد حوالي 39 دولاراً شهرياً لخط الهاتف المتنقل.
ومن المتوقع أن تواصل سوق الاتصالات في المملكة النمو بوتيرة سريعة جرّاء ارتفاع معدّل النمو السكاني والوحدات السكنية بما يتجاوز 2.8% سنوياً في ظل النمو الاقتصادي المستدام في المملكة، وأن يتخطّى حجم سوق الاتصالات 18 مليون نسمة في عام 2010م، بالإضافة إلى اتساع حجم سوق شركات الاتصالات وخدمات قطاع الأعمال، حيث يُتوقع أن يتضاعف حجمها خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة.
المرحلة القادمة والتحديات
وكشف الدكتور سليم سعيدي خبير في مجال الاتصالات بشركة KPMG عن أن المرحلة المقبلة تحمل في طيّاتها تحدّيات كثيرة، منها متطلّبات الابتكار والتميُّز والمحافظة على العملاء، كما يُتوقع استمرار التراجع في الأسعار وفي متوسّط الإيراد لكلّ مستخدم..
وقال سليم سعيدي في دراسة عن مستقبل الجيل الثالث وما بعده: إن تغيرات في مجال الاتصالات تجلب معها تحديات ل3 - 5 سنوات القادمة، وأشار إلى أن المشغلين سيتنافسون على قيادة المنتج وعلى الأعمال ونماذج التشغيل بالإضافة إلى التنافس على إستراتيجيات النمو وعلى التعاون بين الشبكات..
وقال الدكتور سعيدي: يشهد قطاع الاتصالات تطوّراً تقنياً سريعاً مع بروز منهجيات عمل ومنهجيات تشغيل جديدة، ونذكر من بين الاتجاهات العامة الجديدة في قطاع الاتصالات السعودي تطوّر التقنيات البديلة ودمج الخدمات، وبروز تقنيات جديدة قلبت المقاييس في تقنيات الاتصالات مثل WiMax وWiBro والانتشار واسع النطاق لشبكات الإنترنت فائقة السرعة، وإطلاق الخدمات التي تدمج الاتصالات والصورة وجميع أنواع المحتوى Multi - play وVoIP والانتقال إلى شبكات الجيل الثالث.