لم يكن قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان أول من يعلق الجرس ويحذر من (خلل التركيبة السكانية) في دول الخليج، وطبعاً لن يكون الأخير الذي ينبِّه إلى هذه (القنبلة الموقوتة) التي تهدد كثيراً من الدول.
في ملتقى الهوية الوطنية الذي عقد في أبو ظبي أمس الأول أطلق الفريق ضاحي خلفان تميم أكثر التحذيرات (شفافية)؛ فبعد أن عرض مشاهد مصورة لأحداث تخريبية قامت بها مجموعات من العمالة الوافدة في الإمارات مؤخراً، أخذ الفريق الذي يدير أمن إمارة دبي منذ عقود يطرح تحذيراته التي لا تلامس الواقع في الإمارات فقط بل هو واقع معاش في كل دول الخليج، بل وفي دول أخرى، وللأسف الشديد حتى في بعض مدن المملكة وإن كان بصورة أقل.
يقول الفريق ضاحي منبهاً من عدم معالجة الخلل في التركيبة السكانية في بلاده، فيقول: (بعد 70 عاماً سنكون بخير وبركة إذا تمكَّن أبناء أولياء عهود الإمارات الحالية من الحفاظ على الحكم في إماراتهم)..!!
وتساءل قائد شرطة دبي: (بما أن المرشح للرئاسة الأمريكية أوباما ينافس على الرئاسة وهو من أصل كيني، فمن يضمن أن يأتي كوني -وهو اسم آسيوي شائع في إشارة إلى طغيان العمالية الآسيوية- لينافس على الرئاسة في الإمارات).
كلام الفريق ضاحي كما أوضحنا ليس الأول، وأيضاً ليس الأخير، وكون التحذير يصدر من عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن الرجل المسؤول عن الأمن في أكثر الإمارات سكاناً ونشاطاً واكتظاظاً بالآسيويين (دبي) فإن الأمر جدُّ خطير.
والواقع أن التركيبة السكانية في دولة الإمارات - كما في باقي دول الخليج العربية- تعد حالات فريدة ونادرة في الدول؛ إذ يتعدى الوافدون في جميع دول الخليج عدد السكان الأصليين، وبعضها لا يتعدى المواطنون فيها ربع السكان!.. ولا يُستثنى من ذلك سوى البحرين والمملكة العربية والسعودية.
ونحن هنا في المملكة يجب ألا ننام ونحلم بالعسل!!.. فهناك بؤر استيطانية -إن صح القول- في بعض المدن لوافدين سيشكلون خطراً كبيراً على التركيبة السكانية إذا تُركت تلك البؤر تنمو وتتسع مثل ما نراه في بعض أحياء مدينة مكة المكرمة، فبالإضافة إلى تخلف أعداد كبيرة من الأفارقة الذين يشكلون (مجتمعاً خاصاً) بهم وسيطرتهم على حي بكامله لا يتحدث ساكنوه إلا باللغة السواحلية، هناك مشكلة (البرماويين) المتواجدين في شعاب مكة المكرمة الذين أخذوا يتكاثرون ويتمددون باتصالهم بالبنجلاديشيين، إذ أصبحوا يشكلون كتلة سكانية بسبب تقارب الشبه بينهم، ويشكو أهل مكة من كثرتهم وتناميهم وارتكابهم كثيراً من الجرائم.
أعرف أن الأجهزة الأمنية حاولت -ولا تزال تحاول- الحد من ظاهرة تخلف الأفارقة والبقاء في المملكة ل(الاستطيان) وقد فعلت الكثير.. إلا أن ظاهرة (البرماويين) مشكلة أخرى يجب معالجتها قبل أن تستفحل وتنضم إلى مشكلة الأفارقة الذين أخذوا يتمددون وينتشرون إلى أكثر من مدينة سعودية.
jaser@al-jazirah.com.sa