في الوقت الذي يتناقل فيه الناس معلومات مغلوطة لا تستند على دليل ولا ترقى لحد الثقة. شكك باحثون أمريكيون في الفائدة الصحية لشرب ثمانية أكواب من الماء يوميا، رغم أن تلك التوصيات جاءت بناء على آراء أطباء وخبراء في الصحة. وأكد الباحثون عدم وجود أدلة علمية قوية تساند تلك النصيحة.
ونقل موقع ويب مد Web MD عن (جولد فارب) أستاذ الطب في جامعة بنسلفانيا الأمريكية قوله بعدم وجود أدلة واضحة بأن شرب كميات زائدة من الماء له فوائد، كما أنه ليس هناك أدلة على أن الإسراف في شرب الماء ضار.
ونشرت مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض الكلى في تقرير علمي (إن الأطباء وغيرهم ممن يوصون بشرب ثمانية أكواب من الماء لا يبنون ذلك على أي دليل علمي، وإن الناس الأصحاء ينبغي ألا يقلقوا لأنهم لا يشربون الأكواب الثمانية) ونصح التقرير سكان المناطق الحارة والجافة وممارسي الرياضة العنيفة بشرب قدر إضافي من الماء لتجنب الجفاف.
وقد أثار هذا التقرير مكنونات في نفسي التي طالما كانت توحي لي بأن جسم الإنسان هو الذي يقرر ماذا يريد وما هو بحاجته رغم كل النصائح التي يتبرع بها المخلصون، أو المقولات التي تردد دون دليل!!
وتلك النصائح هي ذاتها التي أثارت فضول (جولد فارب) الذي يبدو أنه يشاركني وشريحة كبيرة من الناس بضعف الإقبال على الماء، حيث لم يكن يبحث عن أضرار شرب الماء الزائد، بل كان يريد معرفة ما إذا كان شربه ضرورياً، فأقدم على مراجعة الأبحاث الطبية منذ بداية السبعينيات بحثاً عن أدلة علمية تساند النصيحة. وخرج بعدها بأنه لا توجد دراسة واحدة يمكن أن تبنى عليها النصيحة المشهورة، وقال إنها بدون أساس علمي! وشاركه في البحث زميله الطبيب (دان نيجويانو) وقاما بمراجعة مقولات فوائد شرب تلك الأكواب الثمانية لمعرفة ما تستند إليه من أدلة علمية، فلم يجدا أية دراسات تؤكد الوصايا.
أما عن فكرة أن الماء ينقي الكلى من السموم فقال جولد فارب (إن وظيفة الكلى تنقية الجسم من السموم وهي تقوم بذلك بفاعلية بغض النظر عن كمية الماء، وما تناول كميات أكبر من الماء إلا المزيد من خروج كميات كبيرة من البول، وليس قدرا أكبر من السموم).
وتحية لهذا الطبيب الذي أزاح عن كاهل بعضنا القلق من تجاهل تلك النصيحة وهم لا يستطيعون شرب تلك الكمية يومياً ولا نصفها، وكأنهم خلقوا ضباناً وليسوا بشراً!!
ص.ب 260564 الرياض 11342
rogaia143@hotmail.com