كتب - هلال الثبيتي
شاعر المليون برنامج شعري أحدث ضجة شعرية غير مسبوقة، وتسابق الشعراء في المشاركة في البرنامج من جميع الدول العربية حتى يحظي المشارك ببيرق الشعر الذي استنزف الجيوب العربية بما يدور خلف الكواليس المظلمة التي جعلت الكثير من النقاد والمتابعين يرسمون خط سير البرنامج قبل مراحله الأخيرة ويتوقعون حامل البيرق وحاصد المليون منذ وقت مبكر من المسابقة ويضعون توقعاتهم على طاولة الحقائق في الحلقة الأخيرة وذلك لسبب بسيط هو سياسة البرنامج المادية وربما أشياء أخرى تدور في الخفاء. وعندما نراجع بعض عمليات التصويت وربطها بدرجة اللجنة نجد الكثير من المفارقات العجيبة، من بين تلك المفارقات شاعر منحته اللجنة 36 من خمسين لكنه حصل في حلقة الترشيح على 95 من مئة، أي أنه حصل على نسبة تصويت 59 من خمسين. وهذا غير منطقي إطلاقاً في عالم الرياضيات إضافة إلى أن اللجنة الموقرة منحت الشاعر ناصر الفراعنة 46 درجة من خمسين، ومن غير المنطقي أن يحصل في النهاية على نسبة 48 من مئة. وهذا يعني أنه حصل على نسبة تصويت 2 من مئة إضافة إلى النسبة التي حصل عليها الشاعر عيضة السفياني التي صدم بها الكثير من جماهير السفياني إضافة إلى الكثير من المغالطات في الحقائق. فأين الشفافية والمصداقية التي يتحدثون عنها؟ وما دار من أحداث في الحلقة الأخيرة مساء يوم الثلاثاء الماضي تجعل المتبصر والعارف بخبايا البرنامج كثيراً يتسأل.. ماذا جنى الشعراء السعوديون في برنامج شاعر المليون؟ لماذا لم يكن لهم حضور مركزي في هذه الحلقة؟ أي بمعنى، لماذا لم يحصلوا على أحد المراكز المتقدمة؟ ومن هنا دعونا نعود إلى شاعر المليون في نسخته الأولى والثانية ونقف على نسبة الشعراء السعوديين المشاركين في النسختين.
من خلال المتابعة، فإن نسبة الشعراء السعوديين قد تصل إلى80%، وهذه نسبة لا يستهان بها. ومن ناحية أخرى يعد دليلاً واضحاً وصريحاً على أن المملكة العربية السعودية لديها مخزون شعري كبير جداً له تأثير واضح في ساحة الشعر، ليس على مستوى الخليج العربي فحسب بل على مستوى العالم العربي، وعلى أقل تقدير لو نظرنا إلى الحلقة الأخيرة نجد أن نسبة الشعراء السعوديين بلغت40%، ولو أردنا حسابها مادياً نجد أيضاً أن نسبة التصويت (عفواً نسبة المال) التي دخلت خزينة البرنامج من خلال التصويت للشاعر ناصر الفراعنة والشاعر عيضة السفياني وصلت أيضاً إلى 40%.
إذاً نجاح برنامج شاعر المليون تحقق من خلال الشعراء السعوديين الذين أثروا جميع حلقاته بشعر حقيقي لا يحتمل التأويل أو التشكيك. ومن هنا أوجه دعوة خالصة من القلب إلى جميع شعراء المملكة العربية السعودية مقاطعة البرنامج في نسخته الثالثة التي بدأت تدور استعداداتها في الأفق.
وبهذه المقاطعة سوف يحقق البرنامج فشلاً ذريعاً، ويصبح غير مجدٍ مادياً وشعرياً لقلة المشاركين به، ولن يكون له متابعة جماهيرية كما كان في السابق، وحينها نكون قد حققنا نصراً كبيراً لشاعريتنا التي أُهدرت خلف كواليس مسرح شاطئ الراحة طوال عامين متتالين.