Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/04/2008 G Issue 12984
الاربعاء 10 ربيع الثاني 1429   العدد  12984
بعض بديهيات.. فقط للتذكير
عبد الحفيظ محمد إبراهيم

من البديهي أن لحركة المرور أثرا مهما في حياة الناس في واقعنا المعاصر، حيث أصبحت جزءاً أساسياً في حياة الناس اليومية وأصبح الإنسان رهينها، حيث لا يمر وقت قصير إلا وقد تعامل الإنسان معها إما ذهاباً لعمله أو لأي مشوار كان، وأصبح الناس يتعاملون معها بتلقائية بحيث أحياناً تسمع من يقول إن قيادة المركبة أصبحت كالمشي لا يشعر الإنسان كيف وصل إلى هدفه المقصود وهو سائق سيارته..... الخ وذلك من كثرة تكرارها. لذا رأيت أن أسرد بعض النقاط عنها تذكيراً لنفسي ثم لغيري فالذكرى تنفع المؤمنين. - تتميز الطرق بالمملكة بخلوها من مسببات الفتن، كما يتميز مستخدمو الطرق من مواطنين ومقيمين وزوار وعابرين بمراعاتهم آداب الطريق، إلا أن هناك بعض مظاهر السلوك السلبي من البعض وهم قلة يأتي سردها في سياق هذا المقال. - الحوادث المرورية كما يعلم الجميع نتاج طبيعي لسلوك الإنسان في الطريق وتعامله معه أياً كان دوره قائداً لمركبة أو غيره، كما أن خطورة الحوادث المرورية لا تقل عن خطورة الأمراض الفتاكة لأنها تخلف ضحايا بأعداد كبيرة من الناس خاصة فئة الشباب، والحادث يقع لأسباب متعددة يلخصها المختصون إلى ثلاثة عوامل رئيسة هي عنصر الإنسان، المركبة، الطريق، فالعنصر الأهم هو الإنسان لأنه العنصر المحوري للحادث المروري وذلك لما له من دور وتأثير على عنصري المركبة والطريق، حيث إن صلاحه ينعكس إيجاباً على تأثير العنصرين الآخرين والعكس، فالإنسان هو المسؤول عن الطريق إنشاء وصيانة ومراقبة، وعن المركبة من فحص وصيانة وتحكم وعن اعتماد ترخيص المركبة لتسير وعن اعتماد الترخيص لقائد المركبة ليقود، عليه فإن الحوادث تحدث بما كسبت أيدي الناس، ومسؤولية الإنسان جزء من الأمانة التي حملها حين أبت أن تحملها السموات والأرض - ولست هنا بصدد سرد إحصائيات لضحايا الحوادث المرورية - ينبغي علينا إخضاع المعطيات والمستجدات التي تطرأ على المجتمع وعلى الطريق مثل معطيات التكنولوجيا والتقنية الحديثة من وسائل مواصلات واتصالات لتعاليم الإسلام - فالدين المعاملة - المعاملة الحسنة مع كل شيء مع الإنسان الحيوان، النبات، الجماد والبيئة بشكل عام لأن الإنسان مؤتمن عليها. لست هنا بصدد سرد المخالفات المرورية فلها أصحابها ومختصوها فالتي أذكرها هنا هي فقط ملاحظات في الطريق. - البعض - هدانا الله وإياهم - وهم مسرعون بسياراتهم عندما يقربون لتقاطع شارع وهم يرون الإشارة خضراء يزيدون السرعة لعلهم يقطعونها قبل أن تصفر أو تحمر، ولكن ربما يصلون لموقع الإشارة وهي صفراء أو حتى تكون قد احمرت ولكن يقطعونها دون مبالاة للقادمين من الجهة الأخرى التي تكون الإشارة بالنسبة لهم من الناحية الأخرى خضراء. لذلك ينبغي علينا التقيد بالسرعة المحددة المشار إليها في لافتات المرور في الشوارع والتحكم في سرعة المركبة والمقدرة على التوقف في التقاطعات وعند أي طارئ دون إلحاق الأذى بالناس والحيوانات والممتلكات، ففي هذا السياق لابد لقائد المركبة أن يتذكر قصة المرأة التي دخلت النار في هرة فما باله عندما يكون الهالك إنساناً هلك من جراء عدم اتباعه تعليمات المرور التي هي تعليمات ولي أمر الدولة المطلوب اتباعها {أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأمر مِنكُمْ} بعض الناس وهم واقفون في إشارة ضوئية حمراء في انتظار الإشارة الخضراء يقفون بطريقة لا يتمكنون خلالها من رؤية الإشارة بشكل واضح أو يقفون متقدمين بعض الشيء عن مكان الإشارة الضوئية بحيث لا يرون تماماً الإشارة هل هي اخضرت أم لا فيعتمدون في تحركهم على تنبيهات الذين يقفون خلفهم من الذين يرون وضع الإشارة فبعض الواقفين خلف الإشارة وهم يرون الإشارة مازالت حمراء يطلقون تنبيهاتهم الصوتية قبل أن تخضر ربما تنبيهاً للمتقدمين للاستعداد للتحرك فيتحرك بعض الذين لا يرون الإشارة دون التأكد من خلو الشارع وتحدث الاصطدامات مع المسرعين المشار إليهم بالفقرة أعلاه. عليه فتفادياً لما ذكر يستحسن عدم استخدام التنبيهات الصوتية إلا عند الضرورة. - ينبغي التركيز في الوسائل الإعلامية المختلفة بتذكير الناس بالفتوى الشرعية التي صدرت من هيئة كبار العلماء بالدولة بتحريم قطع الإشارة المرورية لما لها من تأثير على الناس لأن الناس بفطرتهم مجبولون على احترام شريعة الله تعالى واجتناب نواهيها. - بعض الشباب يعتقد أن السرعة وتجاوز السيارات الأخرى هي رمز الكفاءة في القيادة، فكأن الطريق ساحة لسباق السيارات علماً بأنه لا فائدة يجنيها سوى التعرض للحوادث ودخان عوادم السيارات وهو جالس في كرسي القيادة لا تتحرك عضلاته سوى إعطاب أعصابه، فالبطولة وتنفيس الطاقات تكون في ممارسة مختلف الأنشطة الرياضية، فالشاب مولع بقيادة السيارة مما يشاهدها من سباقات وألعاب في الشاشات منذ صغره فعلينا زرع حب الرياضة للأبناء لتكون هوايتهم المفضلة لئلا يلجأ للسيارات. - بينما إسلامنا الحنيف يحثنا على إماطة الأذى عن الطريق إلا أن البعض يمارسون العكس حيث تجدهم وهم يقودون سياراتهم يرمون في الطريق من داخل سياراتهم أعقاب سجاير وعلب مشروبات وغيرها مما يسبب إزعاجاً لغيرهم، وهناك من يحاول تجاوز الملقاة منها ويحدث ما لا يحمد عقباه. متمنين السلامة للجميع، وبالله التوفيق.



hf52z@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد