يستغرب المهتمون بأدبيات السياسة والحراك الاجتماعي من إصرار الأحزاب الإسلامية على تشويه مدلول كلمة الديموقراطية رغم أنهم المستفيد الأكبر منها في كل بلد إسلامي يطبق نظام الانتخابات.. المناوئون للأحزاب الإسلامية يجيبون على سؤال: لماذا يستمر الخطاب الحزبي الإسلامي متأرجحاً حيال الديموقراطية.. بأن الإسلاميين يريدون أن يصلوا إلى سدة الحكم ليقوموا بإلغاء الديموقراطية التي أوصلتهم.
في موضوع الديموقراطية - كما هو في أي موضوع وطني آخر - لا بد أن يكون البحث سعياً وراء الحقيقة.. فحينما تكون القراءة غير حيادية.. يتجه الفكر والعقل إلى البحث عن السلبيات.. والمعرفة لا تشتق من حالة نفي.. ففكرك يتجه حينها إلى ناحية نقض تلك المعرفة لا البحث عنها.. وهنا تنصرف قدرة العقل من التلقي إلى الطرد ويصبح تحليل القضية مغرضاً وغير موضوعي.. لذلك لا بد لمجلس (الحكماء) في كل مجتمع من بحث الإجابة الصحيحة في الطريق إلى الديموقراطية.
وقبل أن نتوه بين ما تقوله الكتب وساحات الإنترنت وبين ما ينطبع في أذهاننا عن الديموقراطية دعونا نحدد اتجاهنا على طريق البحث عن مقاصدها وما تعنيه.
وحيث إن السؤال هو مفتاح الجواب فلنبدأ بطرح الأسئلة:
1 - هل الديموقراطية أيديولوجيا.. أم حاجة وحق إنساني؟.
2 - هل هي حالة خاصة أم عامة؟.. بمعنى هل الديموقراطية في الغرب هي الديموقراطية في الشرق؟.. أم أن كل شعب له ديموقراطيته الخاصة به التي تتفق مع بيئته وفهمه ومعرفته وتكوينه الاجتماعي وتحضره.. وطموحه.
3 - هل هي نهج أم محتوى ومضمون؟.. وهل تخدم تياراً عقدياً أو مذهبياً أو عرقياً بعينه؟.
4 - هل هي محاولة للمواءمة بين رغبات الناس واحتياجاتها.. أم هي وسيلة لفرض نظام سياسي محدد؟.
5 - هل الديموقراطية معنية أكثر بما هو مقبول أو مرفوض اجتماعياً؟.. أم بما هو خطأ أو صواب عقلياً؟.. أم بما هو ممكن أو مستحيل واقعياً؟.. أم بما هو صالح أو فاسد أخلاقياً؟.
6 - هل الديموقراطية كنظام قابل للمراجعة والتعديل وفق التطور الثقافي والمعرفي والحراك الاجتماعي الذي يحدث لأسباب دينية أو سياسية؟.