بغداد - الرمادي - الوكالات

بعد هدوء نسبي في أعمال العنف خلال الأشهر الأخيرة في العراق أدت موجة من العنف والمفخخات والتفجيرات أمس الثلاثاء إلى مقتل أكثر من 65 شخصاً في يوم دامٍ شهدته عدة مناطق من العراق.

فقد لقي أكثر من 40 شخصاً حتفهم وأصيب ما يزيد على 60 آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري أمس الثلاثاء في مدينة بعقوبة شمال شرق بغداد.

وقال شهود عيان ومصادر في الشرطة إن انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجر السيارة في نقطة تفتيش مشتركة للجيش والشرطة قبالة مبنى المحافظة في بعقوبة. ووقع الانفجار في مكان مكتظ يضم مبان حكومية من بينها المحكمة ودائرة البريد. وقامت الشرطة بإخلاء المنطقة بالكامل فيما هرعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين.

وفي حادث آخر أعلنت الشرطة العراقية مقتل 13 شخصاً على الأقل وإصابة 14 آخرين بتفجير انتحاري نفذ بواسطة حزام ناسف استهدف أمس الثلاثاء مطعماً شعبياً غرب مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار.

وقال اللواء طارق اليوسف مدير شرطة المحافظة إن (انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه داخل مطعم شعبي في منطقة (الخمسة ميل) عند المدخل الغربي للمدينة، ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً وإصابة 14 آخرين). وأضاف أن (التفجير وقع عند الساعة 12.30 (09.30 تغ).

وفي الموصل ذكر مصدر أمني عراقي أمس الثلاثاء أن ستة أشخاص، من بينهم أربعة من عائلة واحدة، قتلوا أمس في هجومين منفصلين بهذه المدينة الواقعة على بعد 400 كيلومتر شمال العاصمة بغداد.

وقال المصدر إن (مجموعة من الإرهابيين اقتحمت أمس الثلاثاء أحد المنازل في حي الخضراء وسط الموصل وقتلوا عائلة تتكون من رجل وثلاث نساء قبل أن يلوذوا بالفرار).

وعلى الصعيد نفسه، ذكر المصدر أن (إرهابيين يستقلون سيارة فتحوا نيران أسلحتهم أمس الثلاثاء أيضاً على محامية وشقيقتها أمام منزلهما في منطقة حي التأميم في الموصل وأردوهما قتيلتين).

في غضون ذلك أعلن الجيش الأمريكي مقتل ما لا يقل عن ستة (مقاتلين) خلال اشتباكات في مدينة الصدر شرق بغداد حيث يتواجه جنود أمريكيون وعراقيون منذ أكثر من أسبوعين مع ميليشيات المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وأوضح بيان أن (القوات الأمريكية تعرضت إلى إطلاق نار من أسلحة خفيفة خلال عملية فجر الثلاثاء في مدينة الصدر).

وأضاف إن (القوة ردت على مصادر إطلاق النيران دفاعاً عن النفس فقتلت ثلاثة من المقاتلين كما تدل التقديرات على مقتل ثلاثة آخرين من الأعداء ولم تقع إصابات في صفوف المدنيين). وتخوض القوات الأمريكية والعراقية منذ السادس من نيسان - إبريل مواجهات متقطعة مع مقاتلي ميلشيات المهدي في مدينة الصدر.

وفي سياق آخر أعلن الجيش الأميركي الإفراج عن مصور عراقي يعمل لصالح وكالة (اسوشيتد برس) الأمريكية وذلك بعد اعتقاله منذ أكثر من عامين إثر الاشتباه بتقديمه مساعدة للمسلحين.

وأفاد بيان للجيش أن (المصور بلال حسين العامل مع (اسوشيتدبرس) سيخلى سبيله اليوم الأربعاء). وقال الميجور جنرال دوغلاس ستون (بعد مراجعة اللجنة القضائية العراقية، وإعادة النظر في الظروف التي قادت إلى اعتقال حسين، تم التأكد من أنه لم يعد يشكل خطراً أمنياً في البلاد). وأضاف (بناء على ذلك، صدر أمر بإطلاق سراحه من المعتقل الأمريكي).

واعتقل حسين في 12 نيسان - إبريل 2006م عندما اقتحمت قوة من المارينز منزله في الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار، حيث عثرت على مواد تصنيع متفجرات، بالإضافة إلى صور ووثائق لمنشآت أمريكية ومنشورات دعائية للمتمردين.

وقدم الجيش الأمريكي الأدلة ضده إلى قاضي تحقيق عراقي في تشرين الثاني - نوفمبر 2007م وخضع للمحاكمة الشهر الماضي بتهمة الإرهاب، بالإضافة إلى تهمة أخرى من الجانب العراقي، وهي الخطف.

لكن الهيئة القضائية العراقية المسؤولة عن تطبيق قانون العفو برأت حسين من تهمة الإرهاب في السابع من الشهر الحالي، كما أسقطت تهمة الخطف.