تعزيز دواعي التواصل بين القيادة والمواطن يصُبُّ دائما في مصلحة الوطن، ويجد هذا الأمر اهتماماً متعاظما من قبل خادم الحرمين الشريفين الذي أكد ضرورة تكريس هذا النهج بقوله مخاطبا الرئيس الفخري للجمعية الوطنية للمتقاعدين وأعضاء الجمعية: (نريد الصدق والصراحة وأخبرونا بما يخطر على بالكم)..
هذه الدعوة إلى المصارحة والصدق في التعامل بين المواطن والمسؤول تضيف إلى معطيات قائمة أصلا في هذا المجتمع، من خلال صيغة الأبواب المفتوحة واللقاءات المتواصلة بين ولاة الأمر والمواطنين، وهي تكتسب بعداً أعمق من خلال التأكيد عليها بين كل حين وآخر باعتبار أنها وسيلة هامة في تصريف شؤون الحكم الذي يستهدف في نهاية الأمر رفاهية المواطن..
كما أن الحرص على ذلك هو تأمين على سمة أخرى من سمات المجتمع المسلم الذي يتناصح أفراده على كافة المستويات بما في ذلك بين من هم على قمة المسؤولية وأولئك الذين يشكلون الجموع الكبرى للمواطنين، وفي التأكيد على هذه الدعوة على المناصحة انعكاس للأهمية الكبرى التي يوليها ولاة الأمر لما يعتمل في نفس المواطن، وتثمين أيضا لما يعتقده ويقوله..
وفي كل ذلك إفساح أكثر في المجال للاستماع لكل ما من شأنه دفع الأولويات نحو ساحة التنفيذ من خلال الاستماع لمختلف الآراء والتصورات تجاه ما يشغل بال المواطن ويحظى باهتمامه، كما أن في ذلك التأكيد على ضرورة ابتدار كل ما يتيح وصول صوت المواطن إلى أعلى مستويات المسؤولية من خلال آليات تضمن استمرار هذا النهج وتعمل على تمتينه وترسيخه وصولاً إلى الصورة المثلى في التواصل التلقائي..
ومن المهم دائما الحفاظ على قنوات هذا التواصل وتأمين فاعليتها كي تنساب عبرها - وفي حركة نشطة- شواغل الناس بالطريقة التي تعزز من الصيغ المعروفة في هذا المجتمع من مجالس وأبواب مفتوحة وشورى تحتل موقعاً مهما في مجمل حياتنا باعتبار أنها من السمات البارزة في البنى الأساسية للمجتمع المسلم، وقد نجحت هذه الصيغ طوال عقود في طبع مجتمعنا بصورة الأسرة الواحدة، كما أن ذلك هو خير معين للمسؤول في تصريف مسؤولياته، بحيث تأتي نتائج الأداء متناغمة دائما مع ما هو مطروح وما هو مهم في نظر المواطن.