الجزيرة - الرياض
استمراراً لعطاءات مملكة الإنسانية، وبإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف العام على الحملة الخيرية السعودية لإغاثة منكوبي الزلزال والمد البحري في شرق آسيا، واصلت الحملة تقديم برامجها ومشاريعها الإنسانية في إندونيسيا وسريلانكا والمالديف، حيث وُضع حجر الأساس لعدد من المشاريع التي من شأنها المساهمة في دفع عجلة التنمية في تلك البلاد والتخفيف على المتضررين، وسخرت في سبيل ذلك كل طاقاتها، ونشطت مكاتبها العاملة في البلدان المتضررة لمتابعة تلك المشاريع وإبداء المقترحات المناسبة حيالها، بالإضافة إلى استعانتها بمكاتب استشارية وقانونية لضمان سلامة تنفيذ المشروعات، حيث بلغت كلفة البرامج والمشاريع المنفذة والتي تحت التنفيذ (325.404.604) ثلاثمائة وخمسة وعشرين مليوناً وأربعمائة وأربعة آلاف وستمائة وأربعة ريالات.
وكانت المملكة من أوائل الدول التي تحركت للإسهام في درء آثار كارثة الزلزال والمد البحري (تسونامي)، وتخفيف مخاطرها على الحياة الإنسانية والطبيعية في البلدان المتضررة؛ حيث انطلقت القوافل الإغاثية بالمساعدات عبر آلية استُحدثت لإيصالها إلى الجهات المعنية؛ حيث عملت الحملة على إيصال المساعدات الإغاثية بالفعالية والسرعة المطلوبة طوال أيام الكارثة، وتمكنت الحملة من تقديم مساعدات مباشرة لإندونيسيا وسريلانكا والمالديف من خلال المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية كالاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومنظمة الصحة العالمية، وجمعيات الصليب الأحمر في إندونيسيا وسريلانكا وتايلاند والهند، وجمعية الهلال الأحمر السعودي، والبنك الإسلامي للتنمية، ومنظمة الهجرة الدولية (IOM)، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، مستفيدة من تجارب تلك المنظمات في هذا المجال؛ لتضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها.
فعملت الحملة وبشكل فاعل في المناطق المتضررة في إندونيسيا، حيث نفذت العديد من البرامج والمشروعات بقيمة تجاوزت (95) مليون ريال، شملت تقديم السلال الغذائية وإنشاء وحدات سكنية دائمة في إقليم آتشيه وتوفير المياه من خلال حفر الآبار، وتصفية وتنظيف الآبار القديمة، وتوفير مكائن تنقية المياه، وبناء وتجهيز ثلاثة مستوصفات، أحدها مستوصف رئيس في العاصمة، والآخران على قرى السواحل، وترميم جامع بيت الرحمن ومرافقه في عاصمة الإقليم، وبناء مركزين للأيتام، وفرش مساجد آتشيه وتزويدها بالمصاحف، وتسوير مقابر آتشيه بعد أن تهدمت أسوارها، بالإضافة إلى دعم قطاع التعليم من خلال تقديم منحة مالية لمعهد دار السلام (قنتور) الذي يعد من أكبر المعاهد التي تعنى بالدراسات الإسلامية والعربية والعلوم العصرية في إندونيسيا.
كما وصلت الحملة إلى المناطق المتضررة في سريلانكا منذ وقوع الكارثة، حيث شحنت الخيام واعتمدت تنفيذ أكبر مشروع إسكاني إغاثي متكامل لمنكوبي تسونامي يقدر بـ(500) وحدة سكنية وبتكلفة (38.739.278) ثمانية وثلاثين مليوناً وسبعمائة وتسعة وثلاثين ألفاً ومائتين وثمانية وسبعين ريالاً بمنطقة أمبارا في سريلانكا.
وكان للمالديف نصيب من المشاريع الإغاثية؛ حيث عملت الحملة في المناطق المتضررة في المالديف ووفرت وقود الديزل وعملت على إعادة بناء مسجد تولسدو.
وكان معالي مستشار سمو وزير الداخلية رئيس الحملة الخيرية السعودية لإغاثة منكوبي الزلزال والمد البحري في شرق آسيا الدكتور ساعد العرابي الحارثي قد قام مؤخراً، وبناء على الموافقة السامية الكريمة، وبتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف العام على الحملة، بزيارة تفقدية للدول المتضررة من الزلزال والمد البحري التي تعمل بها الحملة؛ لتفقد مشاريع الحملة وبرامجها والوقوف على الملاحظات والمقترحات حولها وتقييمها، وشملت جولة معاليه إندونيسيا، حيث التقى برجالات الدولة هناك وأطلعهم على جهود الحملة الإنسانية في بلادهم وبحث معهم سُبُل تسهيل مهامهم والتنسيق المشترك فيما بين الجهتين لتنفيذ المشاريع في المستقبل، وقام معاليه بوضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الصحية في إقليم آتشيه بإندونيسيا، حيث وضع حجر الأساس لمستشفى بمقر جامعة شياكولا، ووضع حجر أساس لمستوصفين أحدهما في منطقة لونج والآخر في منطقة لمنو التي تنفذها الحملة الخيرية السعودية لإغاثة منكوبي الزلزال والمد البحري في شرق آسيا بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية، ووضع حجر الأساس لمستشفى في الحرم الجامعي الذي تنفذه الحملة الخيرية السعودية بالتعاون مع البنك الإسلامي بتكلفة قدرها (6.375.000) ريال، ويتسع لـ(80) سريراً على مساحة تقدر بحوالي (1600) متر مربع، ويقدم هذا المستشفى الخدمات الطبية والصحية، بالإضافة إلى تدريب الطلبة والطالبات في العلوم الطبية في جامعة شياكولا. كما وقّع معاليه مذكرة تفاهم مع محافظة إقليم آتشيه بإندونيسيا للبدء في تنفيذ أعمال المرحلة الثانية من بناء وتشييد (1000) وحدة سكنية جديدة بتكلفة (88) مليون ريال، وتشمل بناء (300) وحدة سكنية في منطقة أجونح موله - لامنو بمحافظة آتشيه جايا، و(200) وحدة سكنية بمنطقة بانتون مكمور بمحافظة آتشيه جايا، و(191) وحدة سكنية بمنطقة لهونج بمحافظة آتشيه بيسار، و(150) وحدة سكنية بمنطقة إيلي لهو بمحافظة بند آتشيه، و(70) وحدة سكنية بمنطقة لهونج راية بمحافظة آتشيه بيسار و(89) وحدة سكنية بمنطقة وي راية ناحية لهو كنجا بمحافظة آتشيه بيسار.
كما قام معالي الدكتور الحارثي بوضع حجر الأساس لهذه الوحدات السكنية الجديدة بحضور محافظ إقليم آتشيه ونائبه وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى إندونيسيا وعدد من المسؤولين والأهالي الإندونيسيين، بالإضافة إلى عدد من ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية.
وافتتح معالي مستشار سمو وزير الداخلية، وبحضور نائب محافظ إقليم آتشيه محمد نزار، مشروع ترميم جامع بيت الرحمن عقب عمليات الترميم التي قامت بها الحملة الخيرية السعودية بتكلفة بلغت (7.500.000) ريال، بإشراف من البنك الإسلامي للتنمية. كما قام معاليه بتسليم مفاتيح الوحدات السكنية للمستفيدين منها. وقدّم معالي الدكتور الحارثي دعم المملكة العربية السعودية في بناء وإقامة معهد كنتور الذي يعنى بدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية بمبلغ قدره (400) ألف دولار.
كما افتتح معالي مستشار سمو وزير الداخلية، وبحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إندونيسيا الأستاذ عبدالرحمن الخياط، مركز اللغة العربية بمسجد راية بيت الرحمن الذي نفذته الحملة الخيرية السعودية لإغاثة منكوبي الزلزال والمد البحري في شرق آسيا، ويشرف عليه معهد العلوم الإسلامية والعربية في إندونيسيا التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهو المركز الأول من نوعه، ويتسع في كل دورة لـ(120) طالباً وطالبة، يدرسون علوم اللغة العربية وقواعدها، وتم تجهيزه بأحدث المعامل وأجهزة الحاسب الآلي في مجال التعليم.
كما زار معالي الدكتور الحارثي جمهورية المالديف، والتقى بكبار رجالات الدولة فيها، حيث عبروا عن شكرهم وتقديرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وللشعب السعودي على ما تقدمه المملكة من جهود وأعمال إنسانية للشعوب المتضررة، وخاصة ما قدمته عندما تعرضت جمهورية المالديف إلى الزلزال والمد البحري في الفترة الماضية، وما تقدمه الحملة الخيرية السعودية في الفترة الحالية من برامج مشروعات تنموية، وعدّوا هذا التواصل دلالة على مدى متانة الروابط الأخوية الصادقة بين البلدين.