جدة - سعد الشهري
أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتأمين أرض خاصة لإقامة مبنى لمنظمة المؤتمر الإسلامي والتي تتخذ من جدة مقراً لها.
وقد تولت حكومة خادم الحرمين تكاليف إنشاء المبنى والذي يتكون من 26 طابقاً بخلاف الدورين الأول والثاني والذي سيقام عليهما قاعة اجتماعات ومكتبة عامة وتبلغ مساحة الأرض (40) ألف متر مربع بينما مساحة البناء (49) ألف متر مربع.
وبلغت التكلفة الفعلية لإنشاء المبنى (مائة مليون دولار) بخلاف قيمة الأرض، وتحملت حكومة خادم الحرمين الشريفين وفق توجيهات الملك عبد الله بن عبد العزيز تلك المبالغ دون غيرها من الدول الإسلامية والتي تأتي تحت منظمة المؤتمر الإسلامي.
وقد قدم معالي أمين عام المنظمة البروفسور اكمل الدين إحسان أوغلي شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على تفضله بهذه المكرمة العظيمة التي تدل على تبنيه كل ما يخدم الإسلام والمسلمين.
ويضيف أوغلي قائلاً: إن فوز خادم الحرمين الشريفين بجائزة خدمة الإسلام لم تأت من فراغ بل دليل كبير على حرصه الدائم لكافة القضايا الإسلامية ومعالجتها والوقوف دائماً مع كافة الدول وتقريب وجهات النظر فيما بينهم ومحاولة دعمهم مادياً ومعنوياً.
الجدير بالذكر أن معالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي سيوقع اليوم مع معالي أمين محافظ جدة المهندس عادل فقيه استلام الأرض التي سينشأ عليها المبنى الخاص بالمنظمة للبدء فعلياً في البناء والذي سوف يستغرق ثلاث سنوات من الآن.
وتعتبر منظمة المؤتمر الإسلامي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، وتضم في عضويتها سبعاً وخمسين (57) دولة عضواً موزعة على أربع قارات.
ويشار في هذا الأمر إلى أن المنظمة تعتبر الصوت الجماعي للعالم الإسلامي وتسعى لصون مصالحه والتعبير عنها تعزيزا للسلم والتناغم الدوليين بين مختلف شعوب العالم.
وقد أنشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة التاريخية التي عقدت في الرباط بالمملكة المغربية يوم 12 رجب 1398 هجرية (الموافق 25 سبتمبر 1969) ردا على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة. وقد عقد في عام 1970 أول مؤتمر إسلامي لوزراء الخارجية في جدة وقرر إنشاء أمانة عامة يكون مقرها في جدة ويرأسها أمين عام للمنظمة.
ويعتبر البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي تاسع أمين عام، وقد تولى هذا المنصب في يناير 2005 بعد أن انتخبه المؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية في دورته الحادية والثلاثين. واعتمد ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي في الدورة الثالثة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية في 1972م.
وقد وضع الميثاق أهداف المنظمة ومبادئها وغاياتها الأساسية المتمثلة في تعزيز التضامن والتعاون فيما بين الدول الأعضاء. وعلى مدى السنوات الثماني والثلاثين الماضية، ارتفع عدد الأعضاء من ثلاثين، وهو عدد الأعضاء المؤسسين، ليبلغ سبعا وخمسين دولة عضوا.
وتنفرد المنظمة بشرف كونها جامع كلمة الأمة وممثل المسلمين الذي يعبر عن القضايا القريبة من قلوب ما يزيد على مليار ونصف المليار مسلم في مختلف أنحاء العالم.
وترتبط المنظمة بعلاقات تشاور وتعاون مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية الحكومية بهدف حماية المصالح الحيوية للمسلمين والعمل على تسوية النزاعات والصراعات التي تعتبر الدول الأعضاء طرفا فيها.وقد اتخذت المنظمة خطوات عديدة لصون القيم الحقيقية للإسلام والمسلمين وإزالة التصورات الخاطئة، كما دافعت بشدة عن القضاء على التمييز إزاء المسلمين بجميع أشكاله وتجلياته.
وتواجه الدول الأعضاء في المنظمة تحديات متعددة في القرن الحادي والعشرين، ومن أجل معالجة هذه التحديات، وضعت الدورة الاستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامي التي عقدت في مكة المكرمة في ديسمبر 2005 خطة في شكل برنامج عمل عشري يرمي إلى تعزيز العمل المشترك بين الدول الأعضاء ودعم التسامح والاعتدال والحداثة وإدخال إصلاحات كبرى في جميع مجالات النشاط، بما في ذلك العلوم والتكنولوجيا، والتعليم، وتحسين مستوى التجارة.
كما شدد البرنامج على أهمية الحكم الرشيد وتعزيز حقوق الإنسان في العالم الإسلامي، ولاسيما فيما يتعلق بحقوق الطفل، والمرأة، وقيم الأسرة المتأصلة في الشريعة الإسلامية.