عنيزة - فهد الفاضل

هنأ صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم كافة العاملين والمشاركين في مهرجان الفنون والتراث الشعبي في عنيزة، وقال سموه بعد رعايته لبدء فعاليات المهرجان مساء الثلاثاء في مركز الملك فهد الحضاري: أهنئ الجميع وسعيد بأن أكون معهم وبينهم، وقد تعودت هذا النجاح منهم، وأرجو دائماً أن يقدموا الأفضل، ونحن كل عام نشاهد قفزات كبيرة في هذه المجالات في عنيزة، وأثنى سموه على ما تقوم به الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.

وقال إن مطالب كثيرة تنتظرهم في تبني ورعاية وتشجيع هذه المجالات، مشيراً إلى أن الإخوة في عنيزة دقيقون دائماً في هذه الأعمال ويجيدونها بشكل كبير وواضح، وهي مفيدة للمشاهد وفي نفس الوقت تؤصل التراث وتؤكد أهميته لهذا الوطن وأبنائه، وأحيي الجميع وأشكرهم في نفس الوقت على الدور الذي يقومون به.

وقال سموه: نتمنى أن نرى قريباً مهرجانات مماثلة في المنطقة، وننتظر أن تتبنى الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون ذلك، وعن الصورة التي يرسمها عن عنيزة بتعدد جهات العمل التراثي والفنون التشكيلية ومجالس الشعراء ولجان الثقافة قال سموه: قلتها سابقاً: عنيزة هي الرائدة، وكان سموه قد دشن انطلاقة مهرجان الفنون والتراث الشعبي الذي تنظمه الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون ممثلة بلجنة عنيزة.

وكان في استقبال سموه لدى وصوله إلى مركز الملك فهد الحضاري محافظ عنيزة المهندس مساعد اليحيى السليم ورئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الدكتور يوسف الأحمد العثيمين ومحافظ عنيزة السابق اللواء ركن متقاعد عبدالله اليحيى السليم ورئيس لجنة أهالي عنيزة الأستاذ محمد بن سليمان الصيخان وعدد من المسؤولين في القطاعات الأمنية والمدنية والأعيان، حيث تفضل سموه في البداية بافتتاح المعارض المصاحبة، حيث قام بفتح الباب التراثي قبل أن يدلف إلى صالة المركز الذي يحتوي على معرض التصوير الضوئي لمصوري عنيزة حيث اطلع سموه على الصور المعروضة والتي وصلت للرقم مئة، رافقه شرح من رئيس جماعة المصورين الضوئيين الفنان علي النقيدان، ثم تجول سموه في معرض الفنانين التشكيليين الذي عرض فيه أكثر من تسعين لوحة واستمع إلى شرح عن الأعمال الفنية من رئيس فناني عنيزة التشكيليين الفنان التشكيلي صالح النقيدان، ثم اطلع سموه على معرض الخط العربي والذي شهد مشاركة خمسة وعشرين لوحة بإشراف الخطاط يوسف الدبيان، كما اطلع سموه على معرض الآثار والمتاحف والمقتنيات التراثية بإشراف محمد النعيم، وبعد أن أخذ سموه مكانه في مقر الاحتفال استهل الدكتور يوسف العثيمين رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الحفل بكلمة رحب فيها بأمير المنطقة وقدم فيها خمس وقفات حيث قال:

الوقفة الأولى: حق مستحق بأن أدين لسموكم باسمي وباسم أسرة المسرح السعودي بالفضل في إعادة انطلاقة العمل المسرحي المؤسسي عبر المهرجانات المخصصة لهذا الغرض على مستوى المملكة، فلقد كان لسموكم فضل الريادة وريادة الفضل عندما شجعتم ورعيتم شخصياً عقد المهرجان الأول للمسرح السعودي في منطقة القصيم فكانت القصيم أول منطقة تنطلق منها مواهب المسرحيين السعوديين على خشبات مسارح القصيم وعندما عقد المهرجان الرابع للمسرح السعودي قبل بضعة أسابيع في منطقة الرياض كرمت القصيم في شخوص رواد المسرح فيها، وفي شخص المبدع المسرحي المخرج علي عبدالعزيز السعيد، وكذا لسموكم فضل الريادة في تخصيص حيز للفن التشكيلي في أمارة المنطقة لعرض الإبداعات السعودية.

والوقفة الثانية: إن من الأهمية بمكان تنمية حس الفرح والمرح بين الناس فالأصل أن الإنسان يكون في حالة تفاؤل وفرح، أما العبوس والتجهم فهي حالات استثنائية بل إن الفرح ثقافة وتعبير إنساني فطري يتوق إليه البشر ويشتاقون إليه، وتعبر الشعوب والمجتمعات وفق ما لديها من مخزون ثقافي وإرث حضاري وتراث فني يعطيها السمة والبصمة التي تميزها عن بقية الشعوب.

والوقفة الثالثة: إن علينا أن نشغل شبابنا بالخير قبل أن يشغلونا بالشر، من خلال إتاحة الفرصة لامتصاص وقت فراغهم في عدة مجالات ومنها جانب التراث والفنون فإظهار مشاعر الفرح والتعبير عنه بلوحات فنية وشعبية جميلة وسيلة فعالة لامتصاص طاقات الشباب وخاصة في مجتمع أكثر من 60% من هرم سكانه هم من الشباب.

والوقفة الرابعة: إننا نستطيع استيراد الدبابة والمدفع، وكل ما يمشي على أربع، ولكننا لا نستطيع استيراد التراث والفنون لأنها همس الأمة ومادة الوعي ونَفَس المجتمع وضمير الناس وذاكرة الوطن، ونحن مجتمع يزخر بألوان الطيف تراثاً وفناً فحري بنا أن نفرح بهذه المنتجات وأن نظهرها لأنفسنا ونطلع الآخرين عليها ليعرفوا أن صحارينا وجبالنا وسهولنا وبحارنا تنتج إبداعات راقية تستحق أن تعرض وترصد وتوثق لنا وللأجيال القادمة ليفخر هذا الجيل بما لديه ولتفتخر الأجيال القادمة بنتاجات مجتمعها وغنى ثقافتها تراثاً نعبر عنه فرحاً واعتزازاً بالحركة والريشة والقلم.

أما الوقفة الخامسة: فإن إظهار مشاعر الفرح في المناسبات أمر مشروع في ديننا الإسلامي الحنيف الذي هو دين الفطرة ودين السماحة ودين الاعتدال، واختتم الدكتور العثيمين كلمته بالشكر والامتنان لسمو الأمير وللرعاة والداعمين والمنظمين، بعد ذلك ألقى الشاعر حمد البادي قصيدة نبطية حضر الوطن والحب والفخر والاعتزاز بين ثناياها، ثم تشاركت فرقتا دار عنيزة الأولى للفنون الشعبية ودار عنيزة للفنون والتراث الشعبي بتقديم ألوان الفن الشعبي الذي تتميز به عنيزة، كما قدمت فرقة عنيزة المسرحية مشهداً من مسرحية الهوامير، بعد ذلك توجه سموه للسوق الشعبي الذي يقام ضمن الفعاليات اليومية للمهرجان ويشرف عليه الأستاذ سليمان الكعيد حيث اطلع سموه ومرافقوه على الخيمة الشعبية وصاحب الربابة، و(الدكاكين) الشعبية، والمحلات الحرفية القديمة، واختتم حفل الافتتاح بالعرضة السعودية التي شارك فيها سمو الأمير تحت زخات المطر وفي أجواء ربيعية ساحرة ضاعفت من جمال المناسبة وأضفت الكثير من الإمتاع على الجو العام للمهرجان.