يقول دكتور الاقتصاد فهد بن جمعة: قرار خفض البنك الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة إلى 2.25% في آخر قراراته الشهر الماضي كان الهدف منه رفع مستوى السيولة كخطوة أخرى مرافقة للخطوات السابقة من تخفيض سعر الخصم وضخ ما يزيد على 168 مليار دولار؛ لتفعيل تلك السيولة. ويشير الجمعة إلى أن التخفيضات السابقة لسعر الفائدة لم تسفر عن أي تغييرات في الواقع الاقتصادي الأمريكي؛ فهو ما زال مستمراً في انخفاضه، وهذا يدل على أنه متجه نحو الكساد، وذلك حسب التعريف الاقتصادي عندما ينخفض معدل النمو الاقتصادي الحقيقي لأكثر من ربعين متتالين. متوقعاً أن يكون النمو في إجمالي الناتج المحلي الأمريكي مساوياً للربع الأخير من العام المنصرم أو أن يشهد انخفاضاً طفيفاً إلى 0.57، ولن تتحدد حالة الكساد إلا بعد ظهور بيانات الربع الثاني كما أسلفت.

وتابع: لو افترضنا جدلاً أن الاقتصاد الأمريكي واصل هبوطه الحاد نحو الكساد فإن ذلك سينعكس بشكل أكبر على الطلب الأمريكي والعالمي ككل، حيث إن أمريكا تنتج 20% من إنتاج العالم، وهي أكبر سوق استهلاكي في العالم، ويقدر إنفاق المستهلكين فيها ب9.5 تريلون دولار، فيما يقدر الاستهلاك في الصين بحوالي (1) تريليون دولار، والهند (650) مليون دولار. وزاد: كما أن أمريكا تشتري 30% من تصدير العالم، وأكبر مصدر لها هو الصين، فعندما ينخفض طلبها فإن ذلك سيضر باقتصاد الصين؛ ما سينعكس على الدول الآسيوية التي تصدر إلى الصين، وهذا الربط بين الطلب الأمريكي وطلب دول آسيا يمكن تطبيقه على اقتصاديات العالم المترابطة معها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، كما هو الحال في الاقتصاديات الخليجية.