Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/04/2008 G Issue 12981
الأحد 07 ربيع الثاني 1429   العدد  12981
حماية المستهلك الرياضي
تركي الناصر السديري

من يحمي حقوق المشجع الرياضي؟ كيف يضمن المشجع أن لا تهضم حقوقه؟.. بل وكيف يعرف قبل كل شيء؟.. ما هي هذه الحقوق؟ ولذلك لابد من تواجد منظومة مستقلة تابعة له ونابعة منه يثق بها، تعرِّفه بحقوقه وتدافع عنه من أجل درء ضررها أو جلب منفعتها... تدليس ولا استغلال ولا غبن.. أو تغييب لقيمة المستهلك الرياضي وفعاليته التسويقية والاستهلاكية والترويحية وقيمه الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

فالمشجع الرياضي هو مستهلك لمنتج، وطالما أن (التجارة الرياضية) باتت أمرا واقعاً.. لا فر.. ولا فرار منه.. ابتدأت انزالها المظلي على الملعب الرياضي.. بدءاً من تجارة التشفير الفضائي.. والتي وجدت في الحدث الرياضي.. أفضل وأكسب وأطوع مجالات الاحتكار والاستغلال وإشباع رغبة لهف المال وشفطه.. وتجميعه بأسلوب يحبون المال المال حباً جماً!

فتجار الرياضة الجدد.. لن يجدوا مرتعاً أخصب وأطوع وأكسب من المجال الرياضي لدينا.. والذي يشبهه أحد أساتذة الاقتصاد ب(الحمل الوديع) والذي على نياته في بيئة من ذئاب لئام.. أنقذ الله الرياضة النظيفة منهم، تلك الرياضة التي أسس قيمها ومبادئها أجدادنا الأوائل من فرسان وصحابة جزيرة العرب المضاءة بنور عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم أول من دشن التواجد الرياضي في مجتمعنا العربي المسلم.

هذا المشجع/ المستهلك.. الرياضي هل يدخل ضمن اهتمامات جمعية حماية المستهلك.. مثلاً؟! وهل في وزارة التجارة لائحة أو مرجعية تراقب وتقيم واقع المنتج الرياضي ومدى جودته وقيمة نفعه أو ضرره، وتتصدى لتجاوزاته وتستقبل شكاوى المتضررين منه احتكارا أو سعراً أو جودة أو غشاً..

بالنسبة للرئاسة العامة لرعاية الشباب وحسب معرفتي لا يوجد حاجة لمثل هذا الأمر، أقصد إدارة أو هيئة لحماية المستهلك الرياضي، وهو ما يتحتم وجوده ومنذ سنوات عندما بدأت التجارة بالرياضة أو التجارة الرياضية التي بالتأكيد تدور وتحور حول جيب المشجع/ المستهلك الرياضي وتغليفه بكل صنوف وفنون التسويق المغري والمنفرد بعواطف وحوائج المشجع الترويحية والترفيهية التي تكاد أن تكون.. (الوحيدة) المتوافرة لديه أي ألعاب الرياضة وخصوصاً.. كرة القدم!!

كيف تتحدد أسعار المشاهدة المرئية.. المشفرة؟ وكيف قبلا تتحدد أسعار تذاكر المباريات للجمهور في الملاعب؟ وما هي آلية ومعايير وطريقة نيل امتلاك الحقوق الحصرية للحدث الرياضي؟ وهل تراعى في ذلك حقوق المشاهد والمشجع؟ وهل بطريقة (الدغري) هذه الآلية تعتمد على ما هو متبع في نظام ترسية المناقصات الحكومية.. أم أنها تعطى أو توهب.. أو تمنح؟ وأنا متأكد أن الأمور تتم بشكل عادل ونزيه.. ولكنها أسئلة وتساؤلات يتداولها مدرج الرياضة وفي مجالس المهتمين بالشأن الرياضي.. وما أكثرهم في المملكة؛ لكون الحدث الرياضي.. يكاد يكون الوحيد الأكثر جذبا وتشويقا ومتعة والأيسر توافراً في المشاهدة والمتابعة.. بالنسبة لشريحة كبرى من مجتمعنا السعودي ذكوراً.. وإناثا!!

هذه الأمور لا يجب تهميشها والانزعاج من حقيقة تداولها وليس عيبا أن تثار ولا يجب أن تكون هناك حساسية أو كهربة من مطارحتها ومناقشتها؛ لأنها تمس حقوق الناس أولاً، ولأنها موجودة أصلاً.. أعني السؤال والتساؤل، ولا يجب أن يتعامل مع مثل هذا الطرح بالامتعاض واستنتاجية التشكيك أو الاتهام.. حاشا لله فليس في المطارحة والمناقشة التي تستهدف مصالح الناس شيء من ذلك وبالذات في زمن الإصلاح العظيم الذي يقوده الملك المصلح عبدالله بن عبدالعزيز المؤسس للمملكة الانسانية العولمية الحديثة، الذي يحثنا على إبداء الآراء ومناقشة الهموم والتساؤلات والطرح والنقد النافع المعين على البناء والتطوير المخلص لوطن الراية السعودية الطاهرة.

إذاً.. آن الأوان إلى تواجد (هيئة حماية حقوق المستهلك الرياضي) وكل الرياضيين متعشمون بأمير الرياضة السعودية الرجل النقي والمتفاني في خدمة رياضة وطننا الغالي سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب الذي يجمع الرياضيون السعوديون على تقديره واحترامه ومحبته.. أن يدعم ويرعى ويبارك تأسيس مثل هذه الهيئة المستقلة.. اللحوحة في تواجدها وأهميتها للفرد والمجتمع الرياضي السعودي في زمن الاستثمار والتجارة.. والاحتكار التجاري للرياضة.. حق الناس المشترك.. الذين يمثلون جزءا رئيسيا من كينونة اللعبة والحدث الرياضي.. ولكنهم يستغلون.. من حيث يدرون.. ولا يدرون!

رياضة المدارس

طالب الأستاذ عبدالله العذل الوكيل في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بإطلاق رياضة المدارس بشكل أكثر تطورا.

واعتبر الأستاذ العذل أن التطلع إلى واقع رياضي أفضل رهن بتفعيل الرياضة المدرسية.

وقد وضع سعادة الوكيل يده على أهم معوقات المشهد الرياضي في المملكة. أعني (تعطيل) الرياضة المدرسية. ولا يتردد عاقل أو مدرك في أن العمود الفقري الحقيقي والكبير لرياضة أي مجتمع تتمثل في رياضة المدارس والجامعات.

ما يجب الصمت والسكوت على ما آلت إليه أمور الرياضة المدرسة أفقيا ورأسيا، حيث تفتقد للاهتمام والدعم والتواجد الحقيقي والفعال ضمن نشاطات ومناهج المدرسة السعودية.. وليس مقبولا ونحن في زمن العولمة وبلادنا تعيش في أوج نشاط ورشتها التنموية أن تكون المدرسة السعودية مفتقدة للتجهيزات الرياضة من ملاعب ومسابح وساحات وصالات رياضية حسب المعيار والمقياس العلمي والإنشائي الصحيح.. ومن غير المقبول أن تفتقد المدرسة السعودية لذلك مثلها مثل أية مدرسة موجودة في مجتمعات أخرى قريبة ومجاورة ومشابهة.

آن الأوان لتصحيح ما أحدثته حقبة تغييب وتهميش.. وربما انتزاع واقتلاع الرياضة من المدرسة السعودية في ظل عقلية متشددة سيطرت على المدارس تعادي الرياضة وترفضها جملة وتفصيلا.

المرحلة الآن تستوجب تواجد اتحاد رياضي لمعلمي التربية البدنية، يعين ويساند إعادة الحب والوجود للرياضة النافعة في المدرسة والجامعة السعودية بما يحقق متطلبات مرحلة جديدة ومتجددة..

أو على الأقل مرحليا يكون هناك لجنة تابعة لاتحاد التربية البدنية بهذا الخصوص يعطى معلمو التربية البدنية في المدارس الداعم والموجه والمساند والمنسق للجهود والتطلعات للمشاركة في خدمة رياضة وطننا الغالي من خلال إعادة الحياة للرياضة المدرسية بعيدا عن تقليدية ووصفية وسلق.. زمان. إنما من خلال منهج علمي ومشروع استراتيجي منحاز فقط لرياضة الوطن.. النظيف.

فاز الهلال.. ولو لم يفز!!

من يتابع المشهد الرياضي الكروي السعودي.. تأكيداً سوف يتعاطف مع كبير أندية جزيرة العرب السعودية (الهلال) والذي لا يتعرض فريق كروي لما يتعرض له.. على الأقل من وجهة نظر المتعاطفين معه..

ان خطف الهلال درع الدوري من شقيقه الاتحاد.. فإنه سيكون قد فعل ما يشبه الإعجاز، وسيعطي مثالا حيويا لقيمة وأهمية الإصرار والمثابرة والثقة بالقدرة والنفس على مواجهة أكبر المؤثرات والظروف الطبيعي والمعتاد أو الغير طبيعي وغير معتاد..

طبعاً الاتحاد تقبض إحدى يديه على الكأس.. والذي جهزت له طاولة نيله بكل جهد وجهود واختراع للظروف التأهيلية لتحقيق ابتعاده عن الهلال الذي يعتقد المتعاطفون معه أن يواجه (تحالفا) متعدد الأقطاب في مسابقات يجدها الهلال أنها تضم فقط فريقين.. الأول (الهلال).. والثاني (مجموعة أندية).. يتنافسون بتعاقب على تحقيق الفوز.. على (اللي ما له حل).

إن خسر وهذا.. ما يجب أن يكون الهلال فهو تأكيداً لن يخرج من الموسم خالي الوفاض.. فهو يحمل بيده كأس ولي العهد.. وهو أمام هذا المشهد الذي يتابعه مدرج الرياضة السعودية قد كسب مكاسب عديدة.. لعل من أهمها وأكثرها حيرة.. أنه مدرجه.. يزداد اتساعاً.. وهو الذي لا يملك إعلاما فضائياً.. ولا أرضياً.. ولا حشوداً داعمة تروج وتساند وتسوق.. بل ابتلي بمن يقبض على رقبة شؤونه في غفلة زمن.. يعين الحشد احتشادا..

فعلاً.. الهلال قضية.. إن كسب.. كسب، وإن خسر.. كسب!




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد