الجزيرة - جمال الحربي - تصوير - حسين الدوسري
نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان العلمية للمياه افتتح معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين صباح أمس السبت في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية فعاليات المؤتمر الدولي لاستخدام تقنيات الفضاء في إدارة الموارد المائية الذي تنظمه المدينة وجائزة الأمير سلطان بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو.
وأكد معالي المهندس الحصين في كلمته الافتتاحية أن هذا المؤتمر الذي يأتي مواكباً للتطورات المتسارعة في استخدام وسائل تقنية الفضاء لإدارة الموارد المائية، يعد نموذجاً يحتذى في التعاون العلمي الدولي المشترك لما فيه خير البشرية.
وبيّن معاليه أن معضلة نقص المياه تعد أعظم تحديات القرن كما أشار تقرير للأمم المتحدة، وهي بذلك تتفوق على أخطار الحروب والأمراض الفتاكة والانفلات الأمني في العالم، كما أشار تقرير آخر إلى أن نقص المياه إضافة إلى الاحتباس الحراري يعدان أعظم خطرين يهددان الأرض.
وفي دلالة على حجم المشكلة أشار معالي وزير المياه إلى أن نصيب الفرد من المياه انخفض بحوالي 60% منذ عام 1950م، حيث زاد استخدام المياه لثلاثة أضعاف خلال النصف الأخير من القرن المنصرم نتيجة زيادة سكان العالم من اثنين ونصف بليون إلى ستة بلايين نسمة.
وأضاف: إن كمية المياه المتاحة للفرد ستنخفض بنسبة 33% خلال الخمسين عاماً القادمة نتيجة لارتفاع عدد سكان العالم إلى تسعة بلايين نسمة، وبمعنى آخر فإنه خلال مائة عام انخفض وسينخفض المتاح للفرد بأكثر من 90% عن مستواه في عام 1950م، وبذلك لن يتاح للفرد في عام 2050م إلا أقل من (10%) مما كان متاحاً في العام 1950م.
وأبان معاليه أن الحاجة المستقبلية لمياه الري التي تمثل (40%) من المياه المطلوب توفيرها للزراعة، وذلك لسد حاجة بليونين وأربعة من عشرة من البليون نسمة المتوقع إضافتهم لسكان العالم ستكون لما يوازي عشرين ضعفاً لجريان نهر النيل أو منه ضعف جريان نهر كلورادو.
ومن جهته أوضح معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز في كلمته خلال حفل الافتتاح أن هذا المؤتمر يشارك فيه نخبة من الخبرات العالمية والمحلية لتحديد الأولويات للمشاريع والبرامج على المستوى المحلي والاقليمي والدولي، مشيراً إلى أن مواضيع المؤتمر تتناسب مع أهداف المدينة وبرامجها ومع سياسة الخطة الخمسية الأولى للعلوم والتقنية التي انطلقت منذ سنة، وهي تضع أبحاث المياه وتقنياتها في مقدمة وأولويات التقنيات الاستراتيجية المهمة للمملكة.
وفي تصريحات صحفية أوضح نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث الأمير الدكتور تركي بن سعود آل سعود ل(الجزيرة) بأن المؤتمر جزء من التعاون بين المدينة والأمم المتحدة في مجال استخدامات الفضاء وتطبيقاته التقنية وكان المؤتمر الأول قبل عدة سنوات عن استخدام تقنيات الفضاء لإدارة الكوارث وهذا المؤتمر يُعنى في استخدام التقنية لإدارة المياه.
وبيّن سموه بأن الفائدة من تنظيم مثل هذه المؤتمرات الاستفادة من خبرات المختصين في دول العالم الأخرى في مجال التقنية فتبادل الخبرات مهم جداً.
وقال سموه بأن مشكلة المياه رئيسية بالنسبة للمملكة توليها اهتماماً عالياً وهي من أولوياتها في مجال البحوث والتقنية فالتعاون وعقد المؤتمرات والاطلاع على خبرات الآخرين والقيام في مشاريع مشتركة تصب في صالح وجود الحلول لمشكلة شح المياه.