Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/04/2008 G Issue 12981
الأحد 07 ربيع الثاني 1429   العدد  12981
سوق الأسهم ومنحنى التعلّم!
عبدالرحمن محمد السهلي

(الذين لا يتذكرون التاريخ محكوم عليهم إعادته) إن من يتمثل هذه الحكمة في أسواق المال يستطيع أن يفهم أحد الأسباب المهمة في تفاوت معدلات المخاطر بين الأسواق المالية الناشئة الموسومة بالعشوائية في اتخاذ قرار الاستثمار وبين الأسواق المتقدمة ذات الكفاءة العالية.

وعلى الرغم من طول العهد بالاثنين الأسود الذي انهارت فيه أسواق المال الأمريكية، إلا أنه عند حلول ذكراه السنوية نجد أن الجميع ينشغل بذلك، ليس بغرض جلد الذات وإنما لتحقيق فهم أكبر وإدراك أعمق للأسباب التي أدت لحدوث هذه الانهيارات، بغرض سن التشريعات والقوانين التي تقلل من فرص حدوثها مستقبلا، بالإضافة لتحسين نوعية ممارسة جميع الأطراف داخل السوق.

على النقيض من ذلك مرت قبل أكثر من شهر الذكرى الثانية لانهيار سوق الأسهم السعودي بهدوء تام في ظل غياب تفسير منطقي صادر من جهة يعول عليها. وبين ذكرى الاثنين الأسود التي يتم اجترارها منذ أكثر من عقدين من الزمان لاستخلاص الدروس والعبر وذكرى انهيار فبراير قبل عامين الذي يشهد واقع الحال أننا نسيناه، يمكننا فهم سبب انفراد الأسواق الناشئة بمستوى عال من المخاطرة.

إن تكلفة التعلم داخل الأسواق الناشئة عالية جدا والسبب في ذلك أن هذه الأسواق تحتاج إلى مزيد من الوقت والصدمات والانهيارات كي تدرك المشكلة ثم تسعى لعلاجها.

إن نظرية منحنى التعلم المعروفة اقتصاديا والتي تشير إلى أن الوقت الذي يؤديه الإنسان في عمل معين سيتناقص عبر الزمن بسبب تولد الخبرة تعتبر معطلة داخل هذه الأسواق لأنها تفكر بعقلية رجل المطافي الكلاسيكي الذي يكافح الحريق بعد اندلاعه ولا يعمل على اتخاذ إجراءات وقائية احترازية تمنع حدوثه.

إنه من الواجب على الأطراف المكونة للسوق (الهيئة، الشركات المدرجة، المتداولون) فهم أخطاء الماضي بشكل صحيح وإضافتها كخبرة تدفع لسن التشريعات والرفع من كفاءة الإفصاح وتطوير عمليات الرقابة، وعليه فإني أدعو الجميع وعلى رأسهم هيئة السوق المالية لتذكر التاريخ حتى لا يحكم علينا بإعادته عبر انهيارات جديدة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد